بعد إغلاق ثغرة «الإعفاء الضئيل».. موجة غلاء تضرب الأسواق في أمريكا

ستُغلق يوم الجمعة ثغرةٌ كانت تسمح للمتسوقين الأمريكيين بشراء الكثير من السلع الرخيصة من الصين وهونغ كونغ، دون دفع رسوم جمركية أوملء نماذج جمركية.
هذه الثغرة كانت تسمح للمستوردين بشراء السلع الرخيصة التي تصل تكلفتها بحد أقصى لـ800 دولار من أي جهة خارج الولايات المتحدة دون دفع رسوم جمركية مستحقة.
وبعد تطبيق القرار، من المتوقع أن ترتفع أسعار هذه السلع الرخيصة، وقد تتضاءل طلبات العديد من السلع المستوردة من تجار تجزئة مثل شين وتيمو، إذ يتردد المستهلكون في مواجهة ارتفاع الأسعار والعقبات الجديدة.
وأمر الرئيس ترامب بإغلاق هذه الثغرة في فبراير/شباط، ثم أعاد السماح بها في غضون أيام قليلة، وقال خبراء اللوجستيات إن الإغلاق القصير تسبب في تراكم الطرود على الحدود.
كيف سيعمل القرار الجديد ؟
ومنذ عام ٢٠١٦، أصبح من الممكن استيراد سلع بقيمة ٨٠٠ دولار أمريكي أو أقل إلى الولايات المتحدة دون الحاجة إلى دفع رسوم جمركية أو حتى تقديم الأوراق اللازمة عادةً لشراء السلع الأجنبية.
وتُعرف هذه الثغرة باسم "الإعفاء الضئيل"، وسيلغي ترامب الإعفاء فقط للسلع الواردة من الصين، أكبر مصدر للشحنات الضئيلة، وهونغ كونغ.
وأفاد تقرير للكونغرس هذا العام أن الجمارك وحماية الحدود كانت تتعامل مع أكثر من مليار طرد ضئيل سنويًا، وبلغ متوسط قيمة الشحنات في عام ٢٠٢٣ نحو ٥٤ دولارًا أمريكيًا.
وتم إعفاء الشحنات التي تقل قيمتها عن ٨٠٠ دولار أمريكي لاعتقاد الكونغرس أن تكلفة وتعقيدات معالجتها لن تبرر عائدات الجمارك.
ويسعى ترامب، جزئيًا، إلى منع تدفق الفنتانيل والمواد الأولية للفنتانيل إلى الولايات المتحدة عبر الشحنات الضئيلة.
وارتفعت شحنات البضائع الصغيرة بشكل كبير بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية على الصين خلال إدارته الأولى، مما يشير إلى أن الناس والشركات كانوا يتجهون إلى شراء شحنات أصغر حجمًا لتجنب الرسوم الجمركية.
كيف يؤثر هذا على المتسوقين؟
وبما أن الرسوم الجمركية على السلع الصينية باهظة للغاية، فقد بدأت أسعار السلع البسيطة ترتفع بشكل كبير.
وأصبح هذا واضح للمتسوقين على موقع التجارة الإلكترونية الصيني تيمو، فقد بدأت الشركة مؤخرًا بتفصيل التكلفة التي ستُضاف إلى مشترياتهم نتيجة الرسوم الجمركية.
على سبيل المثال، فصلت صحيفة نيويورك تايمز ما قد تحتويه عربة تسوق من تيمو بما يشمل 10 سلع، وأنه يتم تفصيل أسعار السلع كما يلي على الموقع، عبوة من 50 حمّالة ملابس متينة بسعر 70.50 دولار، وقميص كتان رجالي أخضر بسعر 19.38 دولار، وسرير لحيوان أليف وردي ناعم بسعر 24.05 دولار، بلغ سعرها 275.03 دولار، شاملة رسوم الشحن الدولي، و10.20 دولار ضريبة مبيعات.
ولكن عند الدفع، أضاف الموقع 343.26 دولار رسوم استيراد، ليصل الإجمالي إلى 628.49 دولار.
في موقع "شي إن"، منافس تيمو، بلغ سعر سلة التسوق التي تضم عشر سلع مماثلة 244.03 دولار أمريكي.
ورغم عدم ذكر رسوم استيراد إضافية على السلع، إلا أن موقع "شي إن" الإلكتروني أفاد المتسوقين، "الرسوم الجمركية مشمولة في السعر الذي تدفعه، ولن تضطر أبدًا لدفع أي رسوم إضافية عند التسليم".
مع ذلك، قال المتسوقون إنهم لاحظوا ارتفاعًا في أسعار بعض المنتجات على موقع "شي إن" خلال عطلة نهاية الأسبوع، على الرغم من قرار انتهاء الإعفاء الجمركي على السلع الرخيصة لا يبدأ حتى يوم الجمعة المقبل.
من الأمثلة التي رصدتها نيويورك تايمز، وضعت ليندسي أوليف من أتلانتا، التي تتسوق بانتظام على "شي إن"، عددًا من فساتين الصيف في سلة مشترياتها الأسبوع الماضي، بما في ذلك فستان أزرق بسعر 10.88 دولار وآخر مزهر بسعر 11.29 دولار.
وعندما همت بإتمام عملية الشراء في نهاية هذا الأسبوع، ارتفع سعر الفستان الأزرق إلى 13.88 دولار، بينما قفز سعر الفستان المزهر إلى 15.43 دولار، وفقًا للقطات الشاشة "سكرين شوت" التي شاركتها.
وقالت أوليف، البالغة من العمر 39 عامًا، "كنت أعلم أن الأسعار ستبدأ في الارتفاع، وأردت شراء بعض فساتين الصيف قبل حدوث ذلك" لكنها لم تلحق، وتتوقع أن ترتفع الأسعار أكثر.
وقالت أمازون يوم الثلاثاء إنها فكرت في تفصيل رسوم الاستيراد على جزء من موقعها - المسمى Amazon Haul - الذي يتنافس مع Temu، لكنها قررت عدم القيام بذلك.