ترامب ونظيره المكسيكي.. مجاملات على جليد الخلافات
الرئيسان الأمريكي والمكسيكي حرصا على إبداء المشاعر الودية، متجاهلين الخلافات بين البلدين
بعيدا عن الخلافات بين البلدين منذ وصول ملياردير نيويورك إلى السلطة، حرص الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والمكسيكي أندرس إيمانويل لوبيز أوبرادور، على إبداء المشاعر الودية تجاه الجارة الجنوبية.
ففي أول لقاء بينهما وتحت شمس حارة في حديقة البيت الأبيض، اكتفى الرئيسان بالاحتفاء بالمعاهدة الجديدة للتبادل الحر بين دول أمريكا الشمالية، دون الإعلان عن أي مبادرة جديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وبعدما هاجم بعنف خلال حملته الانتخابية في 2016 "مرتكبي جرائم الاغتصاب" القادمين من المكسيك، ووعد بجعل الأخيرة تدفع تكلفة بناء جدار حدودي لمكافحة الهجرة السرية، انتهج ترامب مسارا آخر تجاه الحارة الجنوبية.
وفي هذا الصدد، قال ترامب إن "المكسيكيين رائعون" و"تعاوننا يقوم على الثقة والاحترام المتبادل".
وتأتي لهجة الرئيس الأمريكي هذه تجاه المكسيك، قبل الاقتراع الرئاسي المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، والذي يأمل فيه ترامب بالفوز بولاية ثانية.
أما الضيف المكسيكي فجاء للولايات المتحدة ليخبر الأمريكيين " بأن رئيسهم عاملنا بلطف واحترام".
وقال "نحن أصدقاء وسنبقى أصدقاء"، معبرا عن ارتياحه لنجاحه في تغيير توقعات الذين كانوا يتنبؤون بتوتر العلاقات الأمريكية المكسيكية.
وفي اللقاء الأول بين الرجلين، سعى ترامب مطولا إلى إبراز النقاط المشتركة مع ضيفه المكسيكي، مشيرا إلى أنه اُنتخب مثله "بناء على وعد بمكافحة الفساد".
الخصم له رأي آخر
مواقف لم تقنع خصمه الديمقراطي جو بايدن الذي كتب تغريدة جاء فيها: "ترامب أطلق حملته بوصف المكسيكيين بأنهم مرتكبي جرائم اغتصاب".
وأضاف أن ترامب "أجج العنصرية ضد المجتمع الأمريكي اللاتيني"، داعيا إلى إعادة "الكرامة" و"الإنسانية" لنظام الهجرة الأمريكي.
وبعيدا عن المجاملات التي غلفت الزيارة الأولى للرئيس المكسيكي إلى الخارج منذ توليه السلطة قبل 18 شهرا، أثار هدفها وبرنامجها الزمني تساؤلات وانتقادات حادة في البلدين.
وفي هذا السياق، قال شوي غارسيا النائب الديمقراطي عن شيكاغو الذي ولد في المكسيك، إن ترامب يسعى لالتقاط صور مع لوبيز أوبرادور في محاولة لمحو "أربع سنوات من الإهانات والهجمات والسياسات المسيئة" تجاه المتحدرين من أصول لاتينية.
في هذه الأثناء، أدانت شخصيات معارضة مكسيكية بقوة هذه الزيارة التي رأوا فيها شكلا من الاستسلام.