هاريس تمهد طريقها للبيت الأبيض بالاختباء من الصحافة.. هل تنجح؟
«عدد أقل من المقابلات والمؤتمرات الصحفية مقارنة بأي ثنائي رئاسي كبير في تاريخ الولايات المتحدة الحديث»، استراتيجية تأمل المرشحة لرئاسة أمريكا كامالا هاريس أن تقودها إلى البيت الأبيض.
ويقول موقع «أكسيوس» الأمريكي إن فريق نائبة الرئيس هاريس تراهن على أنها ومرشحها لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز يمكنهما تجنب العديد من المقابلات الصعبة، والفوز رغم اقتراب الوقت من يوم الانتخابات.
تأتي هذه الاستراتيجية في الوقت الذي يقول فيه العديد من الناخبين إنهم يريدون معرفة المزيد عن هاريس، فيما قالت حملتها إنها غيرت العديد من مواقفها الليبرالية السابقة إلى سياسات أكثر وسطية.
وانضم والز، الذي كان في السابق صديقا للصحافة، إلى هاريس في التهرب إلى حد كبير من وسائل الإعلام في أثناء حملته الانتخابية أمام حشود ودية ومتحمسة.
بالأرقام:
الانسحاب المفاجئ للرئيس جو بايدن من منصب المرشح الديمقراطي في 21 يوليو/تموز الماضي، جعل هاريس مرشحة للمنصب الرفيع لمدة 59 يوما فقط، فيما انضم إليها والز بعدها بأسبوعين لتكون مدة ترشحه 44 يوما.
وخلال تلك الأيام الـ59 شارك الجمهوريان دونالد ترامب وجاي دي فانس في أكثر من 70 مقابلة ومؤتمرا صحفيا مع مراسلي التلفزيون والصحافة المطبوعة، بينما شارك هاريس ووالز في سبعة منها، وفقا لتحليل «أكسيوس».
ولقد شارك فانس وحده في أكثر من سبعة أضعاف المقابلات والمؤتمرات الصحفية مقارنة بهاريس ووالز مجتمعين خلال تلك الفترة، فمنذ 21 يوليو/تموز الماضي أجرى المرشحان للمنصب الرفيع تلك المقابلات التالية:
المقابلات التلفزيونية المحلية:
ترامب 7
فانس 15
هاريس: واحدة
والز: 3 مرات
المنشورات المطبوعة الوطنية:
ترامب 1
فانس: 8
هاريس: 1
والز: 0.
المقابلات التلفزيونية الوطنية:
ترامب: 2
فانس: 24
هاريس: 1.
والز: 1.
المؤتمرات الصحفية:
ترامب: 3
فانس: 12
هاريس: 0
والز: 0.
لكن لماذا يتهرب فريق هاريس من الصحافة؟
ويعتقد فريق هاريس أن الحد من التفاعلات مع الصحافة هي الاستراتيجية الصحيحة، حتى لو كان ذلك يسبب إحباطا للمراسلين، كما قال بعض المقربين من الحملة لموقع «أكسيوس».
وأوضح الموقع الأمريكي أن ترامب وفانس قد يحظيان بمزيد من الاهتمام في المقابلات، لكنّ هذا غالبا ما يجلب الاهتمام السلبي أيضا، مستدلا على ذلك بقوله: اضطر فانس للدفاع عن تعليقاته السابقة حول «سيدات القطط بلا أطفال» وعندما نشر شائعات غير مؤكدة حول المهاجرين الذين يأكلون الحيوانات الأليفة للسكان في ولاية أوهايو.
كما حد بايدن من مقابلاته أثناء الوباء في عام 2020 وهزم ترامب (ومع ذلك فقد شارك في مقابلات أكثر من هاريس خلال نفس الفترة الزمنية).
ماذا قالت حملة هاريس؟
أصدرت الحملة بيانا قالت فيه إن هاريس ووالز أجرت معهما وسائل إعلام مقابلات معهما، مشيرة إلى ظهور هاريس هذا الأسبوع أمام الجمعية الوطنية للصحفيين السود.
«في كل من هذه المقابلات يجيبون عن الأسئلة، التي غالبا ما تكون صعبة، حول القضايا المهمة التي يواجهها الأمريكيون في هذه الانتخابات ويشاركون وجهات نظرهم ورؤيتهم»، يضيف البيان.
هل هذا النهج مجد؟
يقول موقع «أكسيوس» إن نهج هاريس يحمل مخاطر في وقت أظهرت فيه استطلاعات الرأي أن العديد من الناخبين ما زالوا لا يعرفونها أو يعرف مرشحها لمنصب نائب الرئيس جيداً.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إيه بي سي» في منتصف أغسطس/آب الماضي، قبل المؤتمر الديمقراطي، أن ما يقرب من ثلث الناخبين ليس لديهم رأي في والز.
وبحسب الموقع الأمريكي فإن هاريس حافظت لفترة طويلة على مسافة من وسائل الإعلام، لكن هذا النهج يمثل انحرافا عن نهج والز.
وباعتباره حاكم ولاية مينيسوتا فقد كان يجيب عن أسئلة الصحافة المحلية بانتظام، على الرغم من ميله إلى ارتكاب أخطاء ومبالغات في بعض الأحيان، يضيف «أكسيوس»، مشيرا إلى أنه قبل أن تختاره هاريس للترشح، كان له حضور متكرر على وسائل الإعلام الوطنية حيث كان يسعى إلى تعزيز مكانته.
لكن هذا تغير
فبعد السفر مع والز في أوائل سبتمبر/أيلول، أشارت صحيفة مينيسوتا ستار تريبيون إلى أنه «بعد خروجنا من الطائرة تم إبقاؤنا على مسافة لا تقل عن 10 أقدام، وفي مرتين صرخ المراسلون بسؤال فتجاهلهم والز».
كانت المقابلة الوحيدة المنشورة مع صحيفة محلية خلال الشهرين الماضيين هي المقابلة التي أجراها ترامب مع صحيفة «ديترويت نيوز» في أغسطس/آب.
ومن المتوقع أن يتم نشر مقابلة سابقة أجراها فانس مع صحيفة سينسيناتي إنكوايرر قريبا، وفقا لما قاله متحدث باسم الصحيفة لموقع «أكسيوس».
واختتم الموقع الأمريكي بتأكيده على أن «بعض أسوأ لحظات هاريس كنائبة للرئيس كانت خلال المقابلات التي أدلت فيها بتعليقات غير واضحة أو متناقضة حول سياسات رئيسية»، مشيرا إلى أن حملتها تحاول تجنب المزيد من اللحظات مثل هذه.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز