شجار رئاسي على متن المروحية.. لماذا لم يطبق ترامب نصيحته لماكرون؟

شهدت عودة الرئيس الأمريكي وزوجته السيدة الأولى من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مشهداً لافتاً، بعد التقاط العدسات محادثة غريبة.
الفيديو، الذي التقط لدى هبوط المروحية على العشب الجنوبي للبيت الأبيض في 23 سبتمبر/ أيلول، أظهر ميلانيا (55 عاماً) وهي تهز رأسها وتشير بيدها نحو الرئيس (79 عاماً)، قبل أن يقاطعها الأخير بإشارة من إصبعه.
وعلى الرغم من التوتر الظاهر، خرج الزوجان بعدها متشابكي الأيدي، بينما كان ترامب يلوّح للصحفيين.
هذه اللقطة الخاصة سرعان ما أثارت اهتمام الإعلام، ليس فقط لغرابتها، بل أيضاً لتناقضها مع نصيحة سابقة كان ترامب قد وجهها إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أشهر، عندما علّق على حادثة انتشرت لزوجة ماكرون وهي تدفعه بوجهه أثناء زيارتهما إلى فيتنام.
ففي ذلك الحين، مازح ترامب، ماكرون، قائلاً: "تأكدوا أن يبقى الباب مغلقاً"، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على خصوصية اللحظات الزوجية بعيداً عن الكاميرات.
لكن ترامب نفسه وجد لاحقاً أن حياته الخاصة أمام الأضواء لم تخل من الجدل. فخلال زيارته إلى الأمم المتحدة، لم تتوقف قضاياه عند مشادته المزعومة مع ميلانيا؛ بل امتدت إلى اتهاماته الصاخبة للمنظمة الدولية بالتورط في ما وصفه بـ"التخريب الثلاثي".
وكتب الرئيس الأمريكي على منصة "تروث سوشيال": "ما حدث في الأمم المتحدة كان فضيحة حقيقية – ليس أمراً واحداً، بل ثلاثة أحداث خبيثة للغاية".
وأوضح أن عطلاً مفاجئاً في السلم الكهربائي كاد أن يؤدي إلى سقوطه وزوجته، لولا تمسكهما بمقابض اليد.
كما أشار إلى أعطال في نظام الصوت جعلت ميلانيا نفسها تعترف بأنها لم تسمع كلماته، إضافة إلى توقف جهاز التلقين الآلي بشكل كامل قبل أن يعود للعمل بعد 15 دقيقة.
الأمم المتحدة سارعت إلى الرد، مؤكدة أن العطل في السلم الكهربائي سببه المصوّر المرافق لترامب الذي كان يسير للخلف على الدرج، ما أدى إلى تفعيل آلية الأمان التلقائية.
وأوضحت أن النظام الصوتي يعمل بهذه الطريقة منذ عقود لضمان الترجمة الفورية بست لغات.
لكن هذه التوضيحات لم تُقنع ترامب، الذي أعلن عزمه على إرسال خطاب رسمي إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش للمطالبة بتحقيق شامل، وحفظ تسجيلات الكاميرات الأمنية.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة، حوّل ترامب هذه الأعطال التقنية إلى مادة سياسية لمهاجمة المنظمة الدولية، قائلاً: "أنهيت سبع حروب، وتعاملت مع قادة العالم، ولم أتلقَّ حتى اتصالاً واحداً من الأمم المتحدة للمساعدة... ما الفائدة من هذه المنظمة؟"
مضيفاً بلهجة ساخرة: "ما حصلت عليه من الأمم المتحدة هو سلم كهربائي معطل وجهاز تلقين متوقف".