إضعاف ترامب بـ«ألف جرح».. المعارضة تعدّل استراتيجيتها
لم تفلح المعارضة في الولايات المتحدة في التأثير على الرئيس دونالد ترامب عبر استراتيجية مقاومته، لكنها تستعد حاليا لتعديل في الخطة عبر إضعافه بـ"ألف جرح".
وقال أندرو كونيشوسكي المستشار الإعلامي السابق للديمقراطي البارز في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن "المقاومة وحدها هي استراتيجية محكوم عليها بالفشل".
وأضاف في حديث لوكالة فرانس برس "لو كان هذا الأمر ناجحا لما أصبح ترامب رئيسا".
ويبدو أن مجموعة التدابير التي أعلنها ترامب منذ تنصيبه تُواجه بالانتظار والترقب وليس السخط.
ورأى كونيشوسكي أنّ المعارضة غيّرت استراتيجيتها لتركّز على جوانب محددة من برنامج دونالد ترامب، مستخدمة المجالَين القضائي والإعلامي.
واعتبر أن "المقاومة لم تختف، بل تطوّرت، انتقلت من الشوارع إلى المحاكم"، مشيدا بحالات "لجوء إلى القضاء مدروسة جيدا".
واستشهد خصوصا بطعن 20 ولاية أمريكية بإصدار ترامب، الإثنين، مرسوما يلغي حق نيل الجنسية عند الولادة.
وأصدر قاض فيدرالي في الولايات المتحدة، الخميس، قرارا بتعليق محاولة ترامب، معتبرا أنها "أمر غير دستوري بشكل صارخ".
وقال مايك فاهي، المستشار في مجال استراتيجيات الحملات الانتخابية للمرشحين الديمقراطيين، إن أولئك الذين واجهوا ترامب في عام 2024 ليشاهدوه يفوز بسهولة في نهاية المطاف، يعانون الإرهاق أكثر من كونهم غير مبالين.
وأضاف أن المعارضة تثير حاليا ضجة أقل من قبل، لكن دون أن تكون بالضرورة أقل فاعلية.
وأكد فاهي أنه "بدلا من الاعتماد على الاحتجاجات الضخمة التي طبعت الأسابيع الأولى من رئاسة ترامب" في عام 2017، بدأت مجموعات المعارضة "تصميم أحداث عامة أكثر تعقيدا وأقل وضوحا لتحقيق أهدافها".
وفي حين كان فوز دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني مؤلما للديمقراطيين، يعتقد كثر أن وصف الجمهوري بأنه سبب علل المجتمع الأمريكي سيفضي إلى نتائج عكسية، كما الصراخ في مواجهة كل إعلان صادم له.
ورأى بيتر لوج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، أن معارضة الديمقراطيين بنحو ذكي ستكون بتجاهل منشورات ترامب على منصته "تروث سوشيال".
وقال إنه سيكون من الضروري أن نبتعد عن "المواضيع الرنانة" لنركّز مجددا على "الحياة اليومية" للأمريكيين، وبالتالي على أهداف سياسية محددة.
ورغم فوز الملياردير الجمهوري بكل الولايات الرئيسية في الانتخابات الأخيرة فإن فوزه في التصويت الشعبي لم يكن واسعا، وهي حجة تستخدمها بعض المجموعات لدحض فكرة أن الرئيس الجديد يتمتع بتفويض واضح ونهائي كما يدعي.
واعتبر عزرا ليفين، المدير التنفيذي المشارك لجماعة الضغط اليسارية "إنديفيزيبل"، أن "الديمقراطيين لا يستطيعون أن يختبئوا وراء نصف إجراءات أو أعذار".
وأضاف "إذا لم تكن لديهم شجاعة خوض المعارك حاليا، عندما تكون كل الأمور على المحك، فسيمنحون ترامب والجمهوريين الحاملين "شعار جعل أمريكا عظيمة مجددا" ما يريدونه.. انتصار دعائي من شأنه أن يشجع هجماتهم على حرياتنا".
ومنذ انتخاب ترامب رئيسا يكافح معارضوه لإسماع صوتهم في خضم خيبة أمل من انتصاره وإرهاق بعد حملة شاقة.
في عام 2017 عندما دخل الملياردير البيت الأبيض لولاية أولى خرج ملايين الأمريكيين إلى الشوارع لإظهار "مقاومتهم"، في حين يأمل الديمقراطيون بعرقلة طريق الجمهوري.
بعد ثماني سنوات، وبينما يعود الملياردير إلى السلطة ويزيد من مراسيمه المدوية، تواجهه مظاهرات أقل كثافة، ويتحدث أعضاء المعارضة في الكونغرس عن "العمل" مع الرئيس بشأن مواضيع معينة.
ويبدو أن المعارضة في الولايات المتحدة ستعمل على عرقلة ترامب وتفريغ خطابه من مضمونه بالوقوف أمام تحركاته في المحاكم وفي الإعلام لكسب جولات صغيرة، والبعد عن محاولة إسقاطه بالضربة القاضية.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMzgg جزيرة ام اند امز