الطريق الوعر.. هكذا يمكن لترامب الفوز بجائزة نوبل للسلام
بينما كانت الأنظار تتجه إلى جائزة نوبل للسلام التي ذهبت هذا العام إلى المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، أشارت تقارير صحفية إلى أن القصة لم تنتهِ مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فالرئيس لم يُخفِ استياءه من غيابه عن قائمة الفائزين، وهي إحباطاتٌ يُقال إنها انعكست في لقائه الأخير المتوتر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ورغم الجدل الذي يلف طموح ترامب، تبقى رغبته في نيل الجائزة - من حيث المبدأ - تطلعًا إيجابيًا نحو السلام، حتى وإن كانت مُحَمَّلة بدوافع سياسية.
لكن شروط الوصول إلى منصة نوبل، بحسب مجلة ناشيونال إنترست، تتطلب من ترامب مراجعة جذرية لنهجه، تتجاوز سياسة الانقسام والاستقطاب الداخلي، واعتماد خطاب أكثر توازنًا في تعامله مع الحلفاء والخصوم على الساحة الدولية.
عبر التاريخ، لم يظفر بنوبل السلام سوى أربعة رؤساء أمريكيين: ثيودور روزفلت (1906) لوساطته في إنهاء الحرب الروسية–اليابانية، وودرو ويلسون (1919) لمبادرته بتأسيس عصبة الأمم، وجيمي كارتر (2002) تكريمًا لجهوده في ترسيخ الديمقراطية بعد مغادرة البيت الأبيض، وباراك أوباما (2009) تقديرًا لخطاباته الداعية إلى عالم أكثر تسامحًا، رغم اعترافه لاحقًا بأن الجائزة جاءته "قبل أوانها".
أما ترامب، فيؤكد أنه ساهم في وقف 8 حروب حول العالم، من بينها أزمات غزة، وإيران، وتايلاند–كمبوديا، وناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان. ورغم ما شهدته بعض تلك الملفات من جهود دبلوماسية أمريكية فاعّلة، لا تزال بعضها محدودة وغير مكتملة، خاصة في الشرق الأوسط وإيران، حيث لا تزال التوترات قائمة.
وفي أفريقيا، أبدى ترامب اهتمامًا ملحوظًا بملف شرق الكونغو، محاولًا دفع مسار السلام والتنمية هناك. إلا أن الاتفاقات المؤقتة التي وُقعت في البيت الأبيض بين الكونغو الديمقراطية ورواندا لم تُترجم حتى الآن إلى نتائج ملموسة على الأرض، سواء في الأمن أو في الاقتصاد.
وفي مناطق أخرى مثل كوسوفو وصربيا ومصر وإثيوبيا، ساهمت إدارة ترامب في تهدئة الأجواء دون أن تُحقق اختراقًا جوهريًا. بينما جاءت محاولاته في أزمة الهند وباكستان بنتائج عكسية، بعد أن بالغ في نسب الفضل لنفسه في تهدئة التوتر، ما أضر بالعلاقات مع نيودلهي.
أما على صعيد الحرب الأوكرانية-الروسية، فقد تبنى مواقف متأرجحة، متأخرًا في طرح رؤية واضحة، وإن كان يسعى مؤخرًا إلى الدفع نحو تسوية سياسية، إدراكًا منه لحجم المأساة المستمرة هناك.
في ضوء ذلك، يرى محللون أن نيل ترامب جائزة نوبل للسلام في الوقت الراهن سيكون سابقًا لأوانه - في ظل الانقسام السياسي الحاد داخل الولايات المتحدة.
لكنهم في المقابل يشيرون إلى أن رغبة ترامب في أن يُخلّد اسمه كصانع للسلام قد تكون دافعًا إيجابيًا إذا ترجمها إلى سياسات حقيقية ومستدامة تعزز الاستقرار العالمي.
ويختتم الكاتب مقاله بتوجيه رسالة مباشرة إلى ترامب: "استمر في المحاولة، يا سيادة الرئيس. لقد حققت بعض التقدم الجدير بالاهتمام، لكن الطريق إلى نوبل لا يزال طويلًا، ويتطلب سلامًا دائمًا لا صفقات مؤقتة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز