ترامب يفوز بالانتخابات الأمريكية.. الأسواق ترتعد أمام «رهانات كبيرة»
إثر إعلان المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب فوزه بالانتخابات الرئاسية، تستعد الأسواق المالية لتقلبات كبيرة.
يستعد المتداولون لتقلبات متزايدة وسط رهانات كبيرة، مع تحولات محتملة في السياسات، والتداعيات الاقتصادية، والقرار الوشيك لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وكلها عوامل من شأنها التأثير على معنويات المستثمرين وتحركات الأسواق.
من المرتقب أن يعيد الرئيس الأمريكي الجديد تشكيل قطاعات مختلفة، بدءا من الرعاية الصحية والطاقة وحتى التكنولوجيا والبنوك. وبالتأكيد فوز ترامب سيؤدي إلى تحفيز أسهم الطاقة التقليدية. وسوف يقوم المتداولون في السوق بتعديل محافظهم الاستثمارية تبعا لذلك، استعدادا للتأثيرات الخاصة بكل قطاع بناء على سياسات ترامب المقبلة.
ما الذي تنتظره الأسواق؟
مع انقشاع الغبار عن واحدة من أكثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية إثارة للانقسام في التاريخ، يركز المستثمرون على تداعياتها المحتملة على السوق. بدءا من الأسهم إلى السندات، والعملات، والعملات المشفرة، تستعد كل فئة من فئات الأصول تلك لتحولات فريدة بعد فوز ترامب.
الأسهم
من المتوقع أن تكون تحركات السوق لما بعد الانتخابات بقطاعات معينة بدلا من أن تكون واسعة النطاق. ويشير ستيوارت كايزر من سيتي غروب إلى أن المتداولين يستعدون لتأرجح المؤشر بنسبة 1.8% بعد إعلان فوز ترامب مباشرة.
وتُظهر مؤشرات غولدمان ساكس - التي تتعقب الأسهم المؤيدة لفوز ترامب؛ تراجع السلال المرتبطة بترامب في أواخر أكتوبر. "ستكون هذه واحدة من أكثر نتائج الانتخابات سهولة في تحديد قرارات الاستثمار على الإطلاق، نظرا للتباين في السياسات بين المرشحين"، حسبما قال ديفيد واجنر من شركة أبتوس كابيتال أدفايزرز لبلومبرغ.
جس نبض السوق
أغلقت جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية على ارتفاع ليلة أمس - إذ ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.2%، كما حقق مؤشر داو جونز مكاسب بلغت 1.0%، وسجل مؤشر ناسداك أكبر المكاسب بنسبة 1.4%.
السندات
"الأسواق قلقة للغاية بشأن الاكتساح وغياب الضوابط والتوازنات"، حسبما قال جون فلاهايف من شركة بي إن واي ميلون لإدارة الثروات. من ناحية أخرى، يتوقع استراتيجيو جي بي مورغان أن يؤدي فوز عريض للجمهوريين إلى ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات.
العملات والنفط
من المرجح أن تؤدي سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى دعم الدولار الأمريكي، مما قد يؤدي إلى ارتفاع قيمته بنسبة 7% على أساس الوزن المرجح بحجم التداول، وفقا لميرا شاندان من جي بي مورغان. ومن شأن هذا أن يضغط على عملات مثل اليوان الصيني والبيزو المكسيكي.
ويجعل ارتفاع الدولار السلع الأولية المقومة به -مثل النفط- أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما يقوض بدوره الطلب.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية من بينها اليورو والين، 1.63 بالمئة إلى 105.04 في الساعة 0615 بتوقيت غرينتش، وسجل في وقت سابق من الجلسة 105.19 وهو أعلى مستوى في أربعة أشهر. ويتجه صوب تسجيل أفضل أداء يومي منذ مارس/ آذار 2020.
واليوم إثر إعلان ترامب فوزه بالانتخابات، هبطت أسعار النفط بنحو 2% بعد جلستين من المكاسب، وسط ارتفاع الدولار.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار أو 1.5% لتتداول عند 74.36 دولار للبرميل بحلول الساعة 0710 بتوقيت غرينتش، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.11 دولار أو 1.5% إلى 70.88 دولار للبرميل.
وإلى جانب ارتفاع الدولار الذي يلقي بظلاله على أسعار السلع الأولية بما في ذلك النفط فإن رئاسة ترامب قد تشهد تبني سياسات من شأنها أن تزيد الضغوط على اقتصاد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم وبالتالي إضعاف الطلب، وفقا للمحللة المستقلة تينا تنغ.
العملات الرقمية
من غير المرجح أن تكون هناك تأثيرات سلبية على العملات الرقمية، مع توقعات بأن تنشئ إدارة ترامب احتياطيا استراتيجيا للبيتكوين وتخفف من القيود التنظيمية، مما يحفز حالة التفاؤل بسوق العملات المشفرة. و"أيا كانت الإدارة القادمة، فإنها ستتخذ نهجا مختلفا للغاية من منظور تنظيمي تجاه العملات الرقمية"، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ عن كريس راين مدير الأصول لدى شركة غالكسي ديجيتال.
واليوم الأربعاء، قفزت عملة بتكوين الرقمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مع انطلاق ما يسمى "تداولات ترامب". وقفزت بتكوين 8.63 بالمئة لتسجل 75120 دولارا.