انسحاب ترامب من "نووي إيران".. 8 أسباب في خطاب الـ13 دقيقة
تقرير يرصد الأسباب التي استند إليها ترامب في قرار الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني والذي وصفه بـ"مروع ولا يحقق السلام".
13 دقيقة تابع فيها العالم خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، والذي أعلن فيه انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني.
ترامب شدد خلال خطابه على إعادة فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على إيران بصورة فورية، ما يعني دخول طهران في نفق مظلم جراء سياساتها الفاشلة.
وكان توقيع الاتفاق النووي بين إيران من جهة وألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة ثانية، عام 2015.
إلا أن طهران لم تلتزم ببنود الاتفاق الرامية إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، بل تمادت في زعزعة استقرار المنطقة بأنشطتها السلبية في الشرق الأوسط ومؤامراتها التي لا تنتهي.
وفي الخطاب حدد ترامب أسباب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني والتي يمكن سردها في التالي:
1- اتفاق مروع لا يحقق السلام
خلال خطابه أمام العالم داخل البيت الأبيض، قال ترامب: "كان هذا اتفاقا مروعا من جانب واحد ما كان ينبغي إبرامه أبدا. لم يحقق الهدوء ولا السلام ولن يحققهما أبدا".
وطوال فترة توقيع الاتفاق النووي الإيراني منذ عام 2015، لم تلتزم إيران بالحد من برنامجها النووي، فضلاً عن أنها لم تحرز أي تقدم في هذا الملف الذي جعلها " دولة كاذبة" كما يراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فقبل أيام رأى نتنياهو أن هناك ـ"تطوراً كبيراً فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران"، إذ كشف أن طهران ما زالت مستمرة في تطوير برنامجها النووي السري.
وأكد نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي، أن إيران تمتلك مشروعاً يُسمى "عماد"، وهو مشروع شامل لتصميم وإنتاج واختبار الأسلحة النووية.
2- اتفاق لا يتصدى للصواريخ الباليسيتة
السبب الثاني الذي قدمه ترامب لإعلان انسحابه يتعلق كما يقول بأن الاتفاق الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما لم يتصد لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وأنشطتها النووية بعد عام 2025.
فقد سبق وأن نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريراً لفتت فيه الأنظار إلى إشارة نظام الملالي إلى تجربة صاروخ جديد يمكن أن يطال إسرائيل وقواعد أمريكية في المنطقة، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية ترى أن الإيرانيين ينتهكون "روح" الاتفاق الموقع عام 2015، رغم أن هدفه كان تشجيع الاستقرار والأمن في المنطقة.
والانتقاد الأمريكي يستهدف البرنامج الباليستي الإيراني غير المحظور بموجب اتفاق فيينا، رغم أن القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي صادق بموجبه على الاتفاق، يطالب طهران بعدم تطوير صواريخ أعدت لتحمل رؤوسا نووية.
وقد عرض نتنياهو من خلال شاشة عرض داخل مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، الأسبوع الماضي، مجموعة من الوثائق والصور التي تثبت ما قاله، حيث تظهر توسيع إيران نطاق صواريخها الباليستية، وأنها تزيد مداها من ألف إلى ألفي كيلومتر، ما يمثل تهديداً لأمن المنطقة.
3- الملالي يمول الفوضى
السبب الثالث أرجعه ترامب في خطابه إلى قيام نظام الملالي بتمويل الفوضى في المنطقة، فلا يخفى دوره المقوض للاستقرار في سوريا واليمن، ومؤامراته الداعمة لمليشيا الحوثي الانقلابية وما يسمى "حزب الله" الإرهابي، إذ يستخدمها كأدوات لتنفيذ مخططاته التي لا تعرف سوى لغة التهديد لا حسن الجوار.
4- مواصلة تخصيب اليورانيوم
كان أحد أهداف الاتفاق النووي الإيراني هو الحد من تخصيب طهران لليورانيوم، ودفعها إلى الكف عن أنشطتها النووية المهددة لاستقرار المنطقة.
وكشف ترامب عن السبب الرابع لاتخاذه قراره التاريخي، بقوله: "الاتفاق النووي سمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، واقتربت من الحصول على القنبلة النووية، وإيران لم تفعل شيئا أخطر من السعي للحصول على أسلحة نووية".
5- الملالي.. الراعي الأساسي للإرهاب
ترامب حدد السبب الخامس بالإشارة إلى أن "النظام الإيراني هو الراعي الأساسي للإرهاب ويصدر الصواريخ ويشعل النزاعات في الشرق الأوسط، ويدعم الإرهابيين والوكلاء والمليشيات مثل حزب الله وطالبان والقاعدة، وخلال السنوات الماضية إيران ووكلائها قصفوا وفجروا السفارة الأمريكية والمؤسسات العسكرية وقتلوا المئات من الجنود الأمريكان واختطفوا وسجنوا وعذبوا الجنود الأمريكيين".
ودلل ترامب على حديثه بالقول: "النظام الإيراني قام بتمويل الفوضى والإرهاب من خلال استغلال ثروات شعبه ولا شيء أخطر من سعي النظام الإيراني للحصول على سلاح نووي".
ورأى أن "الاتفاق النووي رفع عقوبات كاسحة عن إيران مقابل قيود ضعيفة جدا على أنشتطها السرية لتخصيب اليورانيوم، ولم تكن هناك قيود على أنشتطها الشريرة في أماكن أخرى مثل سوريا واليمن وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم".
6- صفقة كارثية
السبب السادس الذي اختاره ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، فجاء في وصفه بأنه "صفقة كارثية منحت هذا النظام، وهو نظام قائم على الإرهاب مليارات الدولارات البعض منها نقدا، ما يحرجني كمواطن أمريكي ويحرج كل المواطنين الأمريكيين".
واستطرد: "لدينا اليوم دليل مؤكد أن هذا الوعد الإيراني كان كذبة، وهذه الاتفاقية ما كان يجب أن تتم على الإطلاق".
7- نمو ميزانية طهران العسكرية
الرئيس الأمريكي في خطاب كشف عن حجم الميزانية العسكرية لإيران، إذ قال في معرض حديثه عن السبب السابع لقراره إنه "منذ التوقيع على الاتفاقية فإن الميزانية العسكرية الإيرانية نمت بنسبة 40% تقريبا بينما الاقتصاد الإيراني يعاني من صعوبات".
وأضاف: "استخدمت الديكتاتورية الإيرانية التمويل الجديد بعد رفع العقوبات في بناء صواريخ قادرة على حمل الأسلحة النووية، ودعمت الإرهابيين وسببت فوضى في الشرق الأوسط وخارجه والشرق الأوسط كان على حافة امتلاك سلاح نووي".
8- سباق التسلح النووي
كشف ترامب خلال خطابه أن السبب الثامن لقراره يتعلق بأن "الاتفاق النووي لا يقيد أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار بما فيها دعم الإرهاب".
وزاد على حديثه بالقول إنه "إذا سمح باستمرار اتفاق إيران، فسوف ينشب قريبا سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط".