إرهاب وتمدد صيني وروسي.. تحديات تنتظر القائد الجديد لـ«أفريكوم»

أكد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين الفريق داغفين آر. إم. أندرسون، قائدًا جديدًا للقيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم).
الموافقة على تعيين أندرسون، مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاءت في ظلّ تحديات استراتيجية يفرضها النفوذ الروسي والصيني في القارة السمراء فضلا عن توسّع المبادرات الأفريقية.
وبذلك أصبح الجنرال داغفين أندرسون أول طيار عسكري يشغل هذا المنصب.
من هو داغفين أندرسون؟
وُلد أندرسون عام 1970، وحصل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الكهربائية من جامعة واشنطن في سانت لويس، ميزوري، عام 1992، وتم ترقيته برتبة ملازم ثانٍ في العام نفسه وفقا لما ذكره موقع "أفريقيا ريبورت".
ويتمتع أندرسون بخبرة قيادية واسعة، منها قيادة سرب العمليات الخاصة التاسع عشر من قاعدة هيرلبورت بولاية فلوريدا، ومجموعة العمليات الثامنة والخمسين من قاعدة كيرتلاند الجوية في نيو مكسيكو، وجناح العمليات الخاصة الثامن والخمسين من نفس القاعدة.
ومن يونيو/حزيران 2019 إلى يوليو/تموز 2021 قاد أندرسون العمليات الخاصة في أفريقيا، تحت السيطرة العملياتية للقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) وهي المهمة التي شهدت اختبارا صعبا في يناير/كانون الثاني 2020 عندما هاجم عشرات من عناصر حركة الشباب الإرهابية منشأة عسكرية أمريكية في خليج ماندا بكينيا، مما أسفر عن مقتل جندي أمريكي واثنين من المتعاقدين الأمريكيين.
وفي جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الشهر الماضي، قال أندرسون "هذه الخبرة تُتيح لي فهمًا أعمق للتهديدات التي تُواجه وطننا ومصالحنا وقواتنا، بالإضافة إلى الفرص المتاحة في جميع أنحاء القارة الأفريقية لتعزيز المصالح الأمريكية".
تحديات منتظرة
يرث الجنرال داغفين ر. م. أندرسون القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في مفترق طرق استراتيجي، خاصة في ظل سياسة ترامب "أمريكا أولاً" و"أفريقيا قوية"، التي تجمع بين تعزيز الموقف العسكري واستهداف المشاركة التجارية وذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
كما تأتي قيادة أندرسون لأفريكوم خلفا للجنرال البحري مايكل لانغلي، الذي صنع التاريخ عام 2022 كأول ضابط من أصول أفريقية بأربع نجوم يتولى هذا المنصب، لكن ولايته شهدت تآكلا في النفوذ الأمريكي في بعض المناطق الرئيسية في منطقة الساحل.
فخلال ولاية لانغلي قطعت عدة مجالس عسكرية علاقاتها مع القوات الغربية ورحبت بمقاولين عسكريين روس في حين توسعت الاستثمارات الصينية في الموانئ والاتصالات ومشاريع الطاقة، مما منح بكين نفوذًا متزايدًا على البنية التحتية الأفريقية.
وعلى عكس الإدارات السابقة، قد تُعطي إدارة ترامب الأولوية للاستثمارات الاستراتيجية في قطاعات مثل التعدين والطاقة والبنية التحتية الرقمية، إلى جانب وجود أمني أكثر حزمًا في القارة السمراء.
وخلال جلسة تأكيد تعيينه، وصف أندرسون أفريقيا بأنها "مركز تنافس القوى العظمى"، وحذر من أن روسيا والصين "تريان مستقبلهما يمر عبر القارة" حيث سلط الضوء على شبكة الصين المتنامية من الاشتباكات العسكرية بين الجيوش، وسعيها نحو موانئ ذات استخدام مزدوج على المحيط الأطلسي، التي اعتبرها "مقلقة" للأمن البحري الأمريكي.
وقال أندرسون "أعتقد أن النفوذ الروسي وعمليات المعلومات الروسية كانت حاسمة في تأليب الشعوب ضد الفرنسيين في منطقة الساحل" مشيرا إلى أن "ما يقوم به الروس في مجال المعلومات ليس من مصلحتنا إطلاقًا".
وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تخسر "معركة الحقيقة"، أجاب "الحقيقة قوية للغاية.. علينا أن نكون أكثر حزمًا.. إذا لم نشارك، فإننا نخاطر بفقدانها".
كما أشاد أندرسون باستثمار إدارة ترامب البالغ 1.2 مليار دولار في مكتب رأس المال الاستراتيجي التابع للبنتاغون وأكد أن قيادة أفريكوم قادرة على أن تكون جسرا بين المستثمرين الأمريكيين والشركاء الأفارقة، مما يضمن دمج الاعتبارات الأمنية في المشاريع الكبرى.
وأكد أندرسون أمام مجلس الشيوخ أنه سيبحث عن "طرق مبتكرة" لتعميق التعاون مع الدول الشريكة وقال إن الجماعات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة وحركة الشباب، تنتقل إلى "المناطق غير الخاضعة لسيطرة" في منطقة الساحل والصومال، بينما تُبقي على "نية مهاجمة المصالح الأمريكية" واعتبر أن أحد أكبر المخاوف هو "امتلاك موارد كافية وعلاقات كافية لفهم كيفية تطور هذه التهديدات".
وبالنسبة للحكومات الأفريقية، فقد يحمل تعيين أندرسون فرصًا وتحديات حيث يشير سجله إلى تعاون عسكري أمريكي أقوى مع الدول التي تتوافق مع أجندة واشنطن الأمنية، ولكنه يشير أيضًا إلى تدقيق أكبر في الدول التي تُعزز علاقاتها مع الصين أو روسيا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز