«غزو أم انقلاب؟».. ماذا يعني تفويض ترامب لسي آي إيه في فنزويلا؟

توترات متصاعدة تشهدها العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا وسط تساؤلات حول المدى الذي ستصل إليه تحركات واشنطن.
وفي تصعيد جديد ضد فنزويلا، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سمح لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) بتنفيذ عمليات سرية في الدولة الغنية بالنفط مما أثار تساؤلات حول ما يعنيه هذا القرار وإلى أي مدى ستذهب الولايات المتحدة في عملياتها ضد الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وفي تصريحات لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، قال كريستوفر ساباتيني، الباحث البارز في شؤون أمريكا اللاتينية في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث إن تأكيد ترامب علنًا أن وكالة المخابرات المركزية قادرة على العمل في فنزويلا هو، في المقام الأول، رسالة سياسية.
وأضاف "الأمر يتعلق بالمظهر والأداء وليس بالنفط الفنزويلي".
وقال ساباتيني إن هذه الخطط قد تشمل السعي إلى انقلاب داخلي، أو جمع معلومات لضربات عسكرية محددة، أو حتى تسهيل اختطاف كبار مسؤولي كاراكاس مثل مادورو، بدلاً من شن غزو.
وأوضح أن المهمة الأولى لوكالة المخابرات المركزية ستكون على الأرجح تحديد الأهداف، مثل البنية التحتية والموانئ المرتبطة بتجارة المخدرات وبعدها قد تدرس الوكالة الأفراد الذين قد تستهدفهم لكنه أضاف "من الصعب التمييز بين ما يُحتمل حدوثه وما يُشير إليه فقط".
وفي حين رفض ترامب الإجابة عن سؤال عما إذا كانت إدارته تسعى للإطاحة بمادورو فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مؤخرا أن مسؤولين أمريكيين صرحوا بوضوح في جلسات خاصة أن تغيير النظام هو الهدف.
لكن غزو فنزويلا قد يتناقض مع أجندة "أمريكا أولا" ورفض التورط في الخارج لذا تسعى الإدارة للتأكيد على أن عملياتها في فنزويلا تهدف لحماية المواطنين الأمريكيين من المخدرات.
وشكك محللون في احتمال أن ترامب سيرسل جنودًا أمريكيين في محاولة غزو. وقال ساباتيني "سيبدو الوضع أشبه بأفغانستان منه ببنما".
وقالت السيناتور الديمقراطية جين شاهين في بيان "يستحق الشعب الأمريكي أن يعرف ما إذا كانت الإدارة تقود الولايات المتحدة إلى صراع آخر، أو تُعرّض أفراد الجيش للخطر، أو تسعى إلى عملية لتغيير النظام".
وأضافت "إن تفويض إدارة ترامب لعمليات سرية لوكالة المخابرات المركزية، وتنفيذ ضربات قاتلة على قوارب، والتلميح إلى عمليات برية في فنزويلا، يدفع الولايات المتحدة نحو صراع مباشر دون شفافية أو رقابة أو حواجز واضحة".
ووفقا لـ"نيوزويك"، فإن لوكالة المخابرات المركزية تاريخا طويلا في العمل في أمريكا اللاتينية كما أن عمل الوكالة داخل دولة أجنبية لا يعادل وجود قوات برية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز