«من يُنقذ بلاده لا ينتهك أي قانون».. ترامب يحتمي بـ«نابليون»

أثار منشور للرئيس دونالد ترامب جدلاً واسعًا، حيث شبهه بعض منتقديه تصريحاته بنابليون بونابرت، واصفين إياه بالـ"ديكتاتور".
ومنذ عودته للبيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، نفّذ ترامب مجموعة واسعة من "الإصلاحات" من خلال أوامر تنفيذية، ما دفع بعض الديمقراطيين ومنتقدي ترامب للتحذير من "أزمة دستورية وشيكة"، متهمين إياه بتجاوز سلطاته الرئاسية وتجاهل القيود القانونية، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية.
ما الذي حدث؟
أثارت تعليقات من البيت الأبيض، ونائب الرئيس جي دي فانس، وإيلون ماسك الملياردير المقرب من ترامب والذي يقود وزارة الكفاءة الحكومية مخاوف بعض المحللين.
ففي 9 فبراير/شباط الجاري، كتب فانس في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "لن نسمح للقضاة بالتحكم في السلطة التنفيذية الشرعية."
أما ماسك، فقد أعرب علنًا عن غضبه من بعض أحكام المحاكم، ودعا يوم الأربعاء الماضي إلى "موجة من عزل القضاة، وليس مجرد عزل واحد فقط."
وأمس السبت، كتب ترامب في منشور قصير على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال: "من يُنقذ بلاده لا ينتهك أي قانون".
يُنسب هذا الاقتباس عادةً إلى نابليون بونابرت، على الرغم من عدم وجود توثيق رسمي يثبت صحة هذه النسبة.
برز بونابرت خلال الثورة الفرنسية بعد قيادته سلسلة من الحملات العسكرية عبر إيطاليا وأماكن أخرى، ثم توّج نفسه إمبراطورًا في عام 1804، وحكم فرنسا لمدة عقد من الزمن.
كان ترامب قد صرح قبل توليه الرئاسة، بأنه يريد أن يكون ديكتاتورًا ليوم واحد فقط، وكان يشير إلى خططه لإغلاق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وتوسيع عمليات التنقيب عن النفط، حيث قال: "لا، لا، لا، باستثناء اليوم الأول.. سنغلق الحدود وسنبدأ الحفر، الحفر، الحفر. بعد ذلك، لن أكون ديكتاتورًا."
ردود الفعل على تصريحات ترامب
كتب إد كراسنستين، وهو ناشط بارز ضد ترامب ويملك مليون متابع على منصة إكس للتواصل الاجتماعي يوم السبت الماضي: "هذا اقتباس حرفي يُنسب إلى نابليون بونابرت - قبل أن يُدبر انقلابًا، ويستولي على السلطة المطلقة، ويتوج نفسه إمبراطورًا متجاهلًا الديمقراطية.. لقد قام بتركيز الحكومة، وحكم بسلطة مطلقة، وألغى الانتخابات الحرة، وسحق المعارضة السياسية، وفرض الرقابة على الصحافة، وأعدم أكثر من 2000 أسير حرب. حتى أنه أعاد العبودية إلى المستعمرات الفرنسية، مما ألغى تقدم الثورة. هذا ليس مجرد تاريخ - إنه تحذير. تجاهله على مسؤوليتك الخاصة."
وكتب أندرو فليشمان، وهو محامٍ من جورجيا، على "إكس" أيضا: "هذا اقتباس من نابليون، يصف كيف أنهى الديمقراطية في فرنسا."
كما كتب ماثيو يغليسياس، الصحفي والمدون، على "إكس": "الليبراليون: ترامب ديكتاتور لا يحترم القانون. المحافظون: الليبراليون يبالغون. ترامب: أعتقد أنني يجب أن أكون ديكتاتورًا فوق القانون، مثل نابليون."
رد البيت الأبيض على الانتقادات
في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي، قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن "العديد من وسائل الإعلام في هذه القاعة تحاول إخافة الناس عبر الادعاء بأن هناك أزمة دستورية تحدث هنا في البيت الأبيض.. لقد سمعت هذه العبارة كثيرًا مؤخرًا، لكن في الحقيقة، الأزمة الدستورية الحقيقية تحدث داخل السلطة القضائية، حيث يقوم قضاة محاكم المقاطعات في المناطق الليبرالية في جميع أنحاء البلاد بإساءة استخدام سلطتهم لمنع الرئيس ترامب من ممارسة صلاحياته التنفيذية الأساسية".
aXA6IDE4LjIxNi4xNDIuOTQg جزيرة ام اند امز