بموكب ملكي وطقوس «فخمة».. بريطانيا تحتفي بزيارة ترامب الثانية

في زيارة رسمية هي الثانية من نوعها تستعد المملكة المتحدة هذا الأسبوع لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتأتي الاستعدادات وسط أجواء بروتوكولية فائقة الفخامة تعكس حرص العائلة المالكة على منح المناسبة ثقلا استثنائيًا.
ويتوقع أن تحمل الزيارة، التي تمتد من 16 إلى 18 سبتمبر/أيلول الجاري، وتتخللها مراسم ملكية من الطراز الرفيع، في طياتها أيضًا رسائل سياسية ودبلوماسية تتجاوز المظاهر الاحتفالية.
وتشير صحيفة "نيويورك بوست"، إلى اختيار قلعة وندسور لتشكل مسرحًا رئيسيًا للزيارة بسبب أعمال الترميم القائمة في قصر باكنغهام والتي يتوقع أن تستمر حتى عام 2027.
ومن المقرر أن يستقبل الأمير ويليام وزوجته الأميرة كاثرين الرئيس ترامب والسيدة الأولى ميلانيا، قبل أن يصطحباهما للقاء الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا.
ومن أبرز ما يميز هذه الزيارة عن سابقتها في يونيو/حزيران 2019، موكب العربات الملكية والتحية العسكرية الرسمية التي ستُطلق من المرج الشرقي للقلعة ومن برج لندن، في مشهد يعكس طابعًا احتفاليًا أكثر فخامة مقارنة بالزيارة الأولى.
دور بارز للأميرة كاثرين
اللافت أن الأميرة كاثرين، البالغة من العمر 43 عامًا، ستؤدي دورًا أكثر بروزًا خلال الزيارة، حيث يُتوقع أن تشارك في نشاط مشترك مع السيدة الأولى ميلانيا ترامب، في خطوة تعكس توجهاً من القصر الملكي لإبراز حضورها في المناسبات الدولية رفيعة المستوى.
بعد الموكب، سيشارك ترامب في مأدبة غداء مع الملك تشارلز والملكة كاميلا داخل قاعة الطعام الرسمية في وندسور، قبل أن يتوجه لاحقًا إلى كنيسة سانت جورج لوضع إكليل من الزهور على ضريح الملكة إليزابيث الثانية.
هذا التكريم يحمل رمزية خاصة، إذ كان ترامب قد أبدى خلال ولايته الأولى إعجابًا كبيرًا بالملكة الراحلة، واعتبرها "سيدة استثنائية" بعد وفاتها عام 2022.
وفي المساء، ستُقام مأدبة ملكية ضخمة بحضور أكثر من 150 شخصية، من العائلة المالكة والسياسيين وكبار الشخصيات العامة ذات الروابط الوثيقة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وقد وجّه ترامب دعوة شخصية إلى السفيرة البريطانية السابقة لدى واشنطن، كارين بيرس، لحضور العشاء، في إشارة إلى استمرارية العلاقات الدبلوماسية التي عززت حضورها في عهده.
على الصعيد السياسي، من المقرر أن يلتقي ترامب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الخميس، لكن جدول الزيارة يتزامن مع عطلة البرلمان البريطاني، ما يعني أنه لن يُلقي خطابًا رسميًا أمام مجلس العموم كما فعل رؤساء أمريكيون آخرون.
وستتيح الزيارة الثانية فرصة للعائلة المالكة والحكومة البريطانية لتأكيد متانة "العلاقة الخاصة" بين لندن وواشنطن، في وقت يشهد العالم تحديات جيوسياسية متزايدة، من الحرب في أوكرانيا إلى التنافس الاستراتيجي مع الصين.