الطوارق والتبو.. لقاء تاريخي يدعم ملف المصالحة في ليبيا
أكد حسين كويوي المتحدث باسم مجلس شيوخ قبائل الطوارق في ليبيا التوصل إلى اتفاق تاريخي مع مكون التبو جنوبي البلاد.
وتابع كويوي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن مجلس شيوخ قبائل الطوارق في ليبيا استقبلوا مساء الخميس، بمدينة غات أقصى جنوب البلاد، وفدا من المجلس الاجتماعي لمنطقة مرزق، لأول مرة منذ 2011.
وأضاف أن اللقاء جاء بترتيب من مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس مبروكـة الشريف، بدعم من القيادة العامة للجيش الليبي والتي نظمت خلال الفترة الماضية عدة لقاءات وزيارات بمنطقة غات، بهدف العمل على توحيد الصف الاجتماعي والتركيز على المصالحة الوطنية بالجنوب الليبي.
وكشف كويوي عن توصل المجلس إلى رسم خطة عملية جديدة لتقريب وجهات النظر وإعادة تفعيل الثقة بين المكونات الاجتماعية بالجنوب الليبي "فزان"، من أجل ترتيب البيت الداخلي الليبي.
وأردف أنه تم الاتفاق على تفعيل التعاون الاجتماعي والعسكري بين الطوارق والتبو، لحماية المنطقة والمصالحة الوطنية وتوحيد النسيج الاجتماعي.
واختتم أن الاجتماع سيعمل على إنهاء أزمة غيابة الثقة التي دبت بين المكونات والأطراف الليبية منذ عام 2011، والتي أشعلت حروبا داخلية عام 2014، ما يعزز من جهود التوصل للمصالحة الوطنية الخطوة الرئيسية للاستقرار.
ملف المصالحة
ومنذ بداية العام الجاري 2021، يتحرك الليبيون برعاية أممية في مسارات أربعة للمصالحة؛ عسكرية وسياسية واقتصادية ودستورية، من أجل حل الأزمة وتوحيد المؤسسات وتشكيل سلطة تنفيذية موحدة بعد سنوات من الحرب والانقسام.
ويعتبر ملف المصالحة الوطنية إحدى أهم أولويات المجلس الرئاسي والحكومة الليبية وفقا لتعهداتهما منذ تشكيلهما في ملتقى الحوار السياسي بجنيف فبراير الماضي، وصولا بالبلاد إلى انتخابات وطنية كان مقررا أن تعقد 24 ديسمبر.
ومر قطار المصالحة الوطنية الليبية بعدة محطات خلال العام الحالي، بدعم من الأمم المتحدة، تمثل في فتح الطريق بين الشرق والغرب، والإفراج عن عدد كبير من المحتجزين، وتشكيل مفوضية وطنية عليا للمصالحة.
دور قبلي
وسعت القبائل الليبية لدعم قطار المصالحة، ووقعوا عدة مواثيق للصلح من جانبهم أبرزها المصالحة بين قبائل أولاد سليمان والقذاذفة في 11 نوفمبر 2021 والذي تضمن اتفاق مبدئي بين القبيلتين في مدينة سبها والمنطقة الجنوبية، وإيقاف الاقتتال الداخلي داخل قبيلة القذاذفة يناير 2021 .
وظهرت بوادر هذه المصالحة في عمليات الجيش الليبي ضد الجماعات الإرهابية في مدينة سبها، خاصة تلك ضد تنظيم داعش في حي عبدالكافي في سبها لما ضمت ضباطا من كافة مكونات الجنوب "التبو والطوارق وقبائل القذاذفة وأولاد سليمان"، للمرة الأولى منذ 2011.