حكم الإخوان بتونس.. 10 سنوات عجاف من الإرهاب وانهيار الاقتصاد
10 سنوات على سقوط نظام الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، وسيطرة تنظيم الإخوان على سدة الحكم بالبلاد، وصفها مراقبون بأنها الأسوأ في التاريخ السياسي للبلاد منذ استقلالها سنة 1956.
وعلى عكس السنوات الماضية، غابت اليوم أي مظاهر لإحياء ذكرى 14 يناير/كانون الثاني من كل شوارع العاصمة تونس.
فبالإضافة إلى إكراهات "كورونا" الذي فرض على الحكومة إقرار الحجر الصحي الشامل، أصبح الموعد محل انتقاد لما أفرزه من فترة تميزت بانتشار الإرهاب وانهيار المنظومة الاقتصادية.
ووفق خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن ما يسمى الانتقال الديمقراطي هو "كذبة" أطلقها الإخوان لتثبيت موقعهم في الحكم واغتصاب الدولة.
وأكدوا أن حركة النهضة، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، هي المتسبب الأول في حالة الانهيار الاقتصادي من خلال خطابها العنيف والتكفيري.
إزاحة الإخوان
عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر، قالت، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن عقدًا من الزمن لم يستفد منه غالبية الشعب التونسي، بل ازدادت مخاطر الإرهاب وانتشر الخطاب التكفيري والظلامي تحت رعاية زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي.
وأوضحت موسي التي تتزعم جبهة الصد الأولى ضد المنظومة الإخوانية أن الحل لإنقاذ البلاد هو إزاحة الإخوان من مواقع القرار ومحاسبة الغنوشي على جرائمه الإرهابية وحل كل الجمعيات التي تنشط تحت راية الإسلام السياسي.
مجازر تدمي القلوب
ووفق مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" فإن البلاد شهدت أكثر من 50 عملية إرهابية دامية طيلة السنوات الماضية، كما تم تفكيك قرابة 320 خلية إرهابية تنشط ميدانيا في الجبال وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
ورجحت المصادر أن هناك تواصلا عضويا بين عدد من نواب ائتلاف الكرامة الإخوانية والعناصر الإرهابية التي ارتكبت مجازر في حق تونس.
وتتمركز التنظيمات الإرهابية في تونس طيلة 10 سنوات بالجبال الغربية (الشعانبي والسلوم وسمامة)، وتتبع تنظيم القاعدة وداعش.
أخونة الدولة
"حقبة موجعة"، هكذا وصف عبد الرزاق الرايس، أستاذ التاريخ السياسي في الجامعة التونسية، زمن الإخوان في البلاد، معتبرا أن ما يسمى بالانتقال الديمقراطي هو "كذبة" أطلقها الإخوان لتثبيت موقعهم في الحكم واغتصاب الدولة.
وأكد الرايس، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن أحداث مثل ذبح الجنود التونسيين (8 جنود) في شهر يوليو/تموز 2013، وقتل 14 عسكريا في شهر أغسطس/آب 2014 مع اغتيال الزعيم اليسار شكري بلعيد والقومي محمد البراهمي وسحل عناصر من المعارضة هي خلاصة حكم الإخوان.
وتتوجه أصابع الاتهام إلى حركة النهضة، في محاولة "أخونة" الدولة وضرب السلم الأهلي، وإفشال كل مسارات البناء السليم للمجتمع.
سنوات عجاف
القيادي اليساري ومرشح الرئاسة السابق، حمة الهمامي، قال لـ"العين الإخبارية" إن حركة النهضة هي المتسبب الأول في حالة الانهيار الاقتصادي من خلال خطابها العنيف والتكفيري.
وطالب التونسيين بالتصدي لكل أشكال الظلامية والدفاع عن مدنية الدولة ضد كل الأجندات المشبوهة.
تأثيم سنوات الإخوان جاء أيضا في خطاب رأس السنة الميلادية للرئيس التونسي قيس سعيد، حيث اعتبر أن من حكموا في السنوات الأخيرة أفلسوا الدولة وهددوا مقوماتها الحيوية.
وقال سعيد في رسالة مبطنة إلى حزب النهضة "سأتصدى لكل المؤامرات التي تصاغ ضد تونس".
كورونا تلغي كل النظاهرات
وكان متوقعا أن ينظم عدد من الأحزاب المدنية وأنصار الاتحاد التونسي للشغل مسيرة سلمية اليوم بشارع الحبيب بورقيبة للتنديد بسنوات الإخوان، إلا أن قرار الحجر الصحي الذي أقرته الحكومة ألغى كل الفعاليات.
وبلغت عدد الوفيات في تونس أكثر من 5 آلاف حالة وفاة بسبب كورونا، مما دفع السلطات المحلية إلى فرض حظر للتجوال لمدة أربعة أيام.
وبدا الشارع الرئيسي في تونس خاليا من كل حركة، سوى حضور أمني مكثف خوفًا من استغلال هذه الظرفية لتنفيذ عمليات إرهابية بالعاصمة، حيث أفادت مصادر من وزارة الداخلية بأن الحضور الأمني المكثف بالعاصمة التونسية يأتي في سياق مخاوف جدية من حدوث أي عملية إرهابية تهدد الأمن العام بمناسبة ذكرى 14 يناير.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز