لا ندري، أي منطق وحجة وعقل يقف خلف مثل هذه الترهات؟
إجراء كان يمكن أن يمرّ، بعد الشرح، مرور الكرام، اتخذته السلطات الإماراتية، من خلال منع بعض الرحلات الآتية من تونس هذه الأيام من حمل الراكبات التونسيات.
القرار آثار جدلاً في تونس - أمر طبيعي - لكن بعد توفر المعلومات التي تحدثت عن «إنذار» أمني حقيقي وصل لدولة الإمارات وجمهورية تونس، من خلال جهاز استخبارات غربي، عن تحضير «داعشيات» يحملن جوازات تونسية لاستهداف الناقل الوطني الجوي الأشهر، صار الاحتجاج على الإمارات لا معنى له.
سعيدة قراش، الناطقة باسم الرئاسة التونسية، أكدت، الاثنين الماضي، لإذاعة «شمس إف إم» الخاصة، أن «هناك معلومات جدية لدى السلطات الإماراتية حول احتمال ارتكاب اعتداءات إرهابية».
الإمارات أشارت إلى مسألة «أمنية» وراء الإجراء الأخير بمنع صعود نساء تونسيات إلى إحدى رحلات «طيران الإمارات».
هناك من يريد توظيف أي شيء يخصّ الإمارات للتشويش واللغط والغلط حول هذه الدولة الفتية، واضحة الرؤية في منع تجار الدين من توظيفه في بازار السياسة، كما احترفت ذاك جماعة «الإخوان» وكل من تفرّع عنهم أو انخرط في خندق أنقرة - الدوحة
أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، قال في حسابه على «تويتر»: «تواصلنا مع الإخوة في تونس حول معلومة أمنية فرضت إجراءات محددة وظرفية». وأضاف: «نقدر المرأة التونسية ونحترمها ونثمن تجربتها الرائدة، ونعتبرها صمام الأمان»، داعياً إلى «تفادي محاولات التأويل والمغالطة».
غير أن من يريدون العراك مع الإمارات في تونس، لم يعجبهم الأمر، مغردون توانسة، لا ندري هل هم من جمهور «حركة النهضة» الإخوانية، أو من يسمونهم «نشطاء الثورة»، أو ببساطة أشخاص تحمسوا ببراءة دون إدراك بواطن الأمور، حرصوا على جعل الأزمة الحاصلة مع «طيران الإمارات» ذات طبيعة سياسية خالصة، لأن: «الإمارات تسعى لإجهاض الثورة التونسية».
لا ندري، أي منطق وحجة وعقل يقف خلف مثل هذه الترهات؟
لماذا «الآن» صار منع بعض الركاب من استقلال الطيران الإماراتي الآتي من تونس، مؤقتاً، مسعى إماراتياً لإجهاض «الربيع العربي»؟!
يعني هل ما زالت الثورة والربيع والهتافات «شغّالة» لحدّ الآن بتونس؟ أم إن الناس انشغلوا بأمور أخرى بعد مرور نحو سبع سنوات على عربة بوعزيزي ديسمبر (كانون الأول) 2010؟
واضح أن هناك من يريد توظيف أي شيء يخصّ الإمارات للتشويش واللغط والغلط حول هذه الدولة الفتية، واضحة الرؤية في منع تجار الدين من توظيفه في بازار السياسة، كما احترفت ذاك جماعة «الإخوان» وكل من تفرّع عنهم أو انخرط في خندق أنقرة - الدوحة.
الأمر الآخر، بعيداً عن حسابات «الإخوان» ومنهم «نهضة الغنوشي» ورفاقه، هناك فريق عند أي خلاف مع دولة خليجية يفتح أسطوانة التحضر والبداوة، و«إحنا اللي علّمناكم» وغير ذلك من الكلام، الجاهل، فوق أنه عنجهية فارغة.
أظن هذه الأسطوانة أضحت رتيبة مملّة فقيرة، يحسن التفتيش عن أسطوانة جديدة.
وما بين تونس والإمارات إلا كل خير.
نقلاً عن " الشرق الأوسط "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة