اكتشاف موقع أثري روماني جديد في جبل السلوم بتونس (خاص)

أعلنت السلطات التونسية، الجمعة، عن اكتشاف موقع أثري جديد يعود للعهد الروماني في منطقة جبل السلوم بمحافظة القصرين، الواقعة وسط غربي البلاد، في خطوة تعزز من القيمة التاريخية للمنطقة التي كانت تُعرف خلال الحقبة الرومانية باسم "سليوم".
ووفقًا لتصريحات مديرة البحوث بالمعهد الوطني للتراث، سميرة سهيلي، فإن الموقع المكتشف حديثًا يُعرف باسم "هنشير الضرّاوية"، ويعود إلى الفترة الممتدة من القرن الثالث إلى السابع ميلادي، مؤكدة أن الاكتشاف جاء ضمن برنامج بحث علمي ميداني نفذه المعهد.
وبيّنت سهيلي لـ"العين الإخبارية" أن محافظة القصرين شهدت خلال العهد الروماني ازدهارًا اقتصاديًا ملحوظًا، خاصة في مجال إنتاج زيت الزيتون وتصديره إلى العاصمة الإمبراطورية روما، وهو ما تؤكده البنية المعمارية للموقع الجديد.
ويضم الموقع معالم أثرية مهمة، من بينها معصرة زيت زيتون، مقبرة، حمام روماني، قرية قديمة، ومنشآت لجلب المياه، بالإضافة إلى وجود نقيشتين حجريتين، إحداهما تُشير إلى صاحب الضيعة، والأخرى تحمل عبارة ترحيبية بالزائرين.
وتمتد مساحة الموقع على نحو 5 هكتارات، ولا يزال في طور الاستكشاف والتنقيب.
ويأتي هذا الكشف بعد أقل من أسبوع على إعلان اكتشاف أثري آخر في منطقة سبيبة التابعة لنفس المحافظة، حيث تم العثور بالصدفة على مقبرة تاريخية تعود إلى القرنين الثالث والثامن ميلاديًا، خلال أعمال بناء مستشفى جديد، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من المعهد الوطني للتراث لإجراء حفريات إنقاذ بإشراف فريق من المختصين وخبراء الأنثروبولوجيا.
وتُعد محافظة القصرين من أغنى المناطق التونسية بالمواقع الأثرية غير المكتشفة، حيث تضم مدنًا تاريخية مهمة مثل سبيطلة، حيدرة، وبنماقطة، وتُشير تقديرات رسمية إلى وجود مخزون أثري كبير لا يزال مدفونًا تحت الأرض في انتظار التنقيب.
aXA6IDE4LjExNy4xNzIuNDEg جزيرة ام اند امز