تونس تبحث عن سبل استغلال الذكاء الاصطناعي خلال «المنتدى المتوسطي»
احتضنت تونس الدورة الثانية للمنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي، حيث ناقش قادة التكنولوجيا والابتكار سبل استثمار هذه التقنية لتسريع التنمية الإقليمية ومعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
والمنتدى عُقد بتنظيم من وزارة تكنولوجيات الاتصال التونسية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، خلال يومي الخميس والجمعة بمدينة الثقافة تحت شعار "ما هي الحلول التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي لمجابهة التحديات الراهنة لبلدان البحر الأبيض المتوسط؟".
اكتشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي
وأكد وزير تكنولوجيات الاتصال التونسي سفيان الهميسي خلال كلمة له في الدورة الثانية للمنتدى أن احتضان تونس للمنتدى هو تأكيد على الإيمان المشترك بأهمية هذا المجال الواعد والتزام تونس بتعزيز التعاون الإقليمي واكتشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي لا فقط كمستهلكين للتكنولوجيا بل كصانعين لقيمها ومرجعًا لنهجها ونموذجًا لتطبيقها المسؤول.
وتابع: "الذكاء الاصطناعي سيمكن من تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والعادلة في ظرف عالمي يتسم بتحولات تكنولوجية متسارعة تقودها الثورة الرقمية وتستند في جوهرها إلى الذكاء الاصطناعي".
وأكد الهميسي أن "البحر المتوسط يعتبر مختبرًا حيًا لتلاقح وتلاقي الحضارات والإبداع والتبادل الثقافي وتطوير العلوم والرياضيات المختلفة وإرثًا من الابتكار والتجديد للإنسانية"، مضيفًا أن ما يمنحه الذكاء الاصطناعي يعد فرصة لمواصلة نشر هذا الإرث ونقله إلى المستقبل برؤية واضحة ومسؤولية كبيرة.
متمم للتحول الرقمي
من جهة أخرى، أوضح الأستاذ الجامعي التونسي والمستشار في مجال الذكاء الاصطناعي ملاذ مراكشي، لـ"العين الإخبارية" على هامش المنتدى أن الذكاء الاصطناعي هو متمم للروافد الأساسية للتحول الرقمي والمتعلقة بالجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والبشرية.
وقال إن ظهور الذكاء الاصطناعي فرض إضافة ركيزة رابعة حيوية هي "قواعد البيانات"، مؤكدًا استحالة الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي دون توفر هذا العنصر، خاصة وأن عديد المؤسسات التونسية تواجه صعوبات في تحقيق التحول الرقمي من خلال عدم تمكنها من إنتاج البيانات الخاصة بها بالكفية اللازمة.
وشدد مراكشي على ضرورة أن يوجَّه الذكاء الاصطناعي نحو الإنسان حتى يمكّنه من تحسين فاعليته وإنتاجيته.
ولفت مراكشي إلى أن التوجه العالمي نحو تبني "وكلاء الذكاء الاصطناعي" يفرض إعادة هندسة منظومة العمل لضمان الانسجام بين هذه التقنيات والموارد البشرية، مضيفًا أنه رغم التكلفة العالية للرقمنة، إلا أنه يجب التركيز على العائد الاستثماري والأرباح طويلة المدى التي تحققها.
وشدد الخبير على أنه رغم صعوبات النفاذ إلى التمويل التي تواجه المؤسسات الصغرى والمتوسطة، فإن الذكاء الاصطناعي يظل خيارًا مربحًا ومنخفض الكلفة لتعزيز تنافسيتها ومضاعفة إنتاجها. وربط هذا النجاح بضرورة الاستثمار المتوازي في تأهيل الموارد البشرية، معتبرًا أن هذه التقنيات تمثل "طوق نجاة" لدعم إنتاجية النسيج الاقتصادي التونسي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTYg جزيرة ام اند امز