محامٍ تونسي لـ"العين الإخبارية": المتهم الرئيسي باغتيال بلعيد تدرب مع حارس الغنوشي
أوراق إخوان تونس تتساقط تباعا لتضيّق الخناق على زعيمها بكشف "بصماته" بثنايا قضية اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد قبل عقد.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، تحدث المحامي التونسي عبد الناصر العويني، وهو عضو هيئة الدفاع عن بلعيد (مجموعة محامين)، عن تورط القيادات السياسية بحركة النهضة الإخوانية بعملية الاغتيال في 6 فبراير/شباط 2013.
وقال العويني إن "كمال القضقاضي المتهم الرئيسي في اغتيال شكري بلعيد باعتباره منفذ العملية، وأحد أعضاء تنظيم أنصار الشريعة تدرب مع الحارس الشخصي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على استعمال سلاح كلاشنيكوف".
وأضاف أن "الحارس الشخصي للغنوشي والقضقاضي تدربا معا في قاعة للرياضة بنهج روسيا وسط العاصمة، وقد جمعت بين الحارس الشخصي وراشد الغنوشي 10 مكالمات".
ولفت إلى أن ذلك "يؤكد بما لا يدعو للشك بوجود علاقة وثيقة بين أنصار الشريعة وحركة النهضة وهو ما نتج عنه تحضير وتنسيق بينهما لاغتيال الشهيد شكري بلعيد".
وبعد نحو عام من اغتيال بلعيد، قتل القضقاضي خلال مواجهات مع الشرطة بمنطقة رواد قرب العاصمة مع 6 إرهابيين آخرين، في عملية لمكافحة الإرهاب.
وتطرق العويني إلى أنه "خلال جنازة شكري بلعيد التي حضرها مئات الآلاف من التونسيين، رفعوا شعارا بذكاء فطري وهو يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح، لخصوا فيها كل شيء".
خيوط القضية
بالعودة لفك خيوط القضية، أكد العويني أن النواة الصلبة لتنظيم أنصار الشريعة (المحظور) وعلى رأسهم المدعو أبو عياض، خاضوا تجربة السجن في التسعينيات من القرن الماضي مع قيادات حركة النهضة الإخوانية بنفس التهمة وهي الانتماء لتنظيم إرهابي.
وتابع: "وفي مارس (آذار) 2011، قام تنظيم أنصار الشريعة بعقد مؤتمر بمنطقة سكرة بضواحي العاصمة بعد أن تم إطلاق سراحهم في فبراير (شباط) 2011 بعد سقوط نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي وسمي حينها مؤتمر أنصار الشريعة".
وأشار إلى أن "تحضير عملية اغتيال بلعيد تمت بين مسجدين (منطقتي ديبوزفيل والرحمة بالعاصمة) واللذين كانا منذ 2011 تحت إشراف تنظيم أنصار الشريعة ولعل أبرزهم القيادي وإمام جامع الرحمة شكري بن عثمان (المكنى أبومهند) وسجن العام 2006 وكان عضو قيادة الجناح الدعوي لتنظيم أنصار الشريعة".
وبحسب العويني، فإنه "بعد اغتيال شكري بلعيد تم سماع أبومهند في القضية كشاهد فقط رغم أنه متورط بالوثائق والأدلة، وحينها كان المدعي العام في المحكمة الإخواني البشير العكرمي".
أما "نور الدين قندوز"، يقول العويني: "فهو عنصر من حركة النهضة وقد تحول إلى قيادي لأنصار الشريعة وهو المنسق بين المساجد وبين جامعي الرحمة وديبوزفيل".
وأوضح أنه "في الأبحاث الجديدة المتعلقة بملف تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر، اكتشفنا أن البرلماني السابق والقيادي بحركة النهضة الحبيب اللوز تدخل له عند علي العريض حينها عندما كان وزيرا للداخلية من أجل إطلاق سراحه، وهذا كله موثق في المكالمات الهاتفية".
وتابع: "ثم وقعت تبرئة أبو مهند وترحيله إلى السعودية خلال حكم الإخوان لكن حاليا وجهت له التهمة وصدرت بحقه بطاقة جلب دولية وتم ترحيله من السعودية وتوقيفه مدة 14 شهرا قبل إطلاق سراحه في قضايا من أخطر ما شهدته تونس وهي جريمتي الاغتيال والتسفير".
وأكد أن مخطط اغتيال بلعيد تم عن طريق كمال القضقاضي (منفذ العملية) حيث قال إن لديه خطة جاهزة لتصفيته، وبالبحث تم اكتشاف أن المنصف الورغي القيادي بحركة النهضة كان يدرب في أنصار الشريعة في الزمقتال (نوع من القتال) مع القضقاضي بمنزل الورغي ثم في قاعة رياضة ملك ابن الورغي".
وأشار إلى أن القاعة قد أُغلقت بعد اغتيال شكري بلعيد ولم تتمكن الجهات الأمنية من الدخول إليها إلا بعد 3 سنوات وذلك بعد إتلاف كل الوثائق.
ولفت إلى أنه "تم العثور لدى ابن الورغي على صور تتعلق بالتدريب على سلاح كلاشنيكوف والسلاح في منطقة دوز بالجنوب التونسي حيث كان يوجد معسكر تدريب يشرف عليه كمال القضقاضي".
وتابع أن "ابن المنصف الورغي كان الحارس الشخصي لراشد الغنوشي، وبالبحث تم العثور على مكالمة هاتفية تجمع الاثنين قبل قتل بلعيد بأربعة أيام مع القضقاضي، أي مع أخطر عنصر ».
وأضاف أن "كمال البدوي هو أحد المشرفين أيضا على الطاقم الأمني الخاص براشد الغنوشي أجرى يوم اغتيال شكري بلعيد بالغنوشي 10 اتصالات وبعد التحقيق معه خلال حكم الإخوان تم توقيفه ثم تم إطلاق سراحه وخرج من مطار تونس قرطاج إلى دبي ومنها إلى ماليزيا".
مصطفى خذر
العويني تحدث أيضا عن مصطفى خذر مسؤول الجهاز السري للإخوان والأمني المعزول بوزارة الداخلية والتي عاد إليها بعد صعود النهضة للحكم، وقال إن راشد الغنوشي بالتحقيق معه تنكر له وقال إنه لا يعرفه بالرغم من أنه كان المشرف عن مؤتمر حركة النهضة بالوثائق.
وعند سؤاله بماذا تفسر وجود 10 مكالمات مع مصطفى خذر قبل أيام من اغتيال بلعيد، قال إنها للمعايدة فقط"، وفق العويني.
وأكد أن مصطفى خذر كان يراقب هواتف أبو عياض رئيس تنظيم أنصار الشريعة وأبو بكر الحكيم (قاتل محمد البراهمي) وكمال القضقاضي.
وأكد أن جميع القضايا التي تدين حركة النهضة الإخوانية تصب كلها في نفس الخانة وجميع خيوطها متشابكة انطلاقا من التسفير إلى الاغتيالات السياسية وقضايا التآمر على أمن الدولة وقضية التجسس "انستالينغو" وقضية جمعية نماء الإرهابية.
وتابع العويني أنه "بالعودة إلى ملف رجل الأعمال التونسي الإخواني فتحي دمق والاستماع إلى المكالمات الهاتفية، ذكر أنه سيتم تصفية بلعيد عن طريق دراجة نارية وتم العثور بمكتبه على دراسة لكيفية الاغتيال".