إخوان تونس في قفص الاتهام مع بدء جلسات قضية «اغتيال بلعيد»
قالت هيئة الدفاع عن القيادي اليساري التونسي الراحل شكري بلعيد، إنها نجحت في ضم ملفي "الجهاز السري للإخوان" و"جمعية نماء" لقضية اغتياله التي بدأت أولى جلساتها الثلاثاء.
وبدأت محكمة تونسية الثلاثاء في نظر قضية اغتيال بلعيد حيث تحاكم ''مجموعة التنفيذ'' التي برمجت وخططت ونفّذت عملية الاغتيال.
لكن هيئة الدفاع عن بلعيد ونشطاء يسعون إلى ضم من يصفونها بالمحرض الرئيسي على الجريمة؛ حركة النهضة الإخوانية.
وتعتزم هيئة الدفاع عن بلعيد عقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق اليوم الأربعاء لكشف فحوى الجلسة الماضية ومستجدات القضية.
وقال المحامي وعضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد عبد الناصر العويني ''إن هيئة الدفاع ستكشف عن وقائع جديدة في القضية، في مؤتمرها الصحفي الذي ستعقده الأربعاء''.
وأكد العويني لـ"العين الإخبارية" أن "المؤتمر (الصحفي) سيكشف معطيات جديدة في قضية اغتيال بلعيد موضحا أنّ جلسة الثلاثاء، ليست الجلسة الحاسمة وأن أهميتها تكمن في الانطلاق في محاكمة 'مجموعة التنفيذ''.
وأكد أن 85 % تقريبا من المتهمين حضروا خلال جلسة الثلاثاء بعد أن كانوا في السابق يرفضون المثول أمام القضاء حيث قرّروا الحديث أخيرا "لأن الغطاء السياسي الذي كان يحميهم بدأ يختفي".
وقتل بلعيد في فبراير/شباط 2013، حينما أطلق إرهابيون النار عليه أمام منزله بضواحي العاصمة، في أول عملية اغتيال سياسي تشهدها تونس منذ عام 1956.
وخلال العقد الماضي هيمنت جماعة الإخوان على مفاصل السلطة في تونس. ويقول نشطاء إن حركة النهضة حالت دون أن تصل القضية إلى ساحة المحكمة.
وأوضح العويني أن أحد المتهمين وهو قيادي في الجماعات الإرهابية كشف خلال جلسة الثلاثاء بأنه تعرّض إلى التهديد بالقتل داخل السجن في حال اعتراف بالحقيقة .
وأكّد أنّه تم خلال جلسة الثلاثاء تضمين ملف الجهاز السري لحركة النهضة، وملف جمعية ''نماء'' وبعض الملفات الأخرى، إلى قضية اغتيال بلعيد.
وقضية جمعية"نماء" تضم مجموعة من الأشخاص المرتبطين بحركة النهضة وفي علاقة مباشرة مع راشد الغنوشي رئيس الحركة، كانت تتخفى بالأعمال الخيرية وتشجيع الاستثمار، ولكن دورها الخفي كان يكمن في إدارة معركة التسفير إلى بؤر التوتر عبر مبالغ مالية من الخارج. وقال العويني: "لدينا تسجيلات لعناصر من النهضة وهي تخطيط لاغتيال شكري بلعيد الذي ذكر بالاسم وكل ذلك مضمن في الملف، وسنثبت ذلك في المؤتمر الصحفي".
والثلاثاء، أرجأ القضاء التونسي جلسة المداولات في قضية اغتيال بلعيد إلى الجمعة المقبل، لمواصلة سماع أقوال المتهمين نظرا لطول ساعات المرافعة.
وانطلقت الجلسة التي كانت مغلقة، باستجواب المتهمين الـ23، في حين رفض أحدهم الإدلاء بأقواله وطلب إخراجه من قاعة الجلسة.
وأعلمت المحكمة هيئة الدفاع عن شكري بلعيد بأن جلسات الاستجواب ستستمر لعدة جلسات باعتبار طول وثائق الملف وكثرة عدد المتهمين وطبيعة هذه الجريمة والقضية التي تقتضي التعرض لكل الجزئيات.
وبلعيد كان من أشرس المعارضين لحكم الإخوان حيث اتهمهم علانية بحماية ودعم الإرهابيين.