إخوان تونس.. فشل في مقاعد السلطة ومواقع المعارضة

ألغت جبهة يسارية معارضة للرئيس التونسي قيس سعيّد تحركًا احتجاجيًا كانت تعتزم تنظيمه الجمعة لتجنب ربطها بتنظيم الإخوان.
وفي تونس، سيطر الإخوان على السلطة في البلاد قرابة عقد، لكن الغضب الشعبي ضدهم أزاحهم من مواقعهم بعد فشلهم، وعلى ما يبدو لم يتحسن أداء الجماعة حتى في ساحة المعارضة.
ماذا حدث؟
وأعلنت الشبكة التونسية للحقوق والحريات، وهي ائتلاف يساري معارض، تنظيم مسيرة احتجاجية في 25 يوليو/تموز الجاري، بالتزامن مع عيد الجمهورية، وهو تاريخ سقوط حكم جماعة الإخوان أيضًا.
وقد كان من المنتظر أن تنظم جبهة الخلاص الإخوانية تحركًا احتجاجيًا ظهر اليوم نفسه، لكنها قررت تأخير تحركها إلى السادسة بالتوقيت المحلي ليتزامن مع تحرك الجبهة اليسارية المعارضة.
ودفعت محاولة الإخوان ربط نفسها بالاحتجاجات المعارضة إلى قرار الائتلاف اليساري إلغاء مسيرته، لكي لا يُفسر كارتباط بالجماعة المصنفة إرهابية في عدد من الدول العربية.
وقالت الشبكة في بيان لها الثلاثاء إنها "قررت تأجيل التحرك الاحتجاجي الذي كان مبرمجًا يوم 25 يوليو/تموز بداية من الساعة السادسة مساءً، لتاريخ آخر يُعلن عنه لاحقًا من أجل مزيد التنسيق مع المكونات الديمقراطية والتقدمية".
ما لن يحدث
وأوضحت الشبكة أن "القرار تم اتخاذه بعد تعميق النقاش مع بقية مكونات الطيف المدني والسياسي الديمقراطي التقدمي، والاطلاع على بقية الدعوات للتظاهر في نفس التاريخ والتوقيت".
فيما أجابت جبهة الخلاص الإخوانية في بيان لها تعليقًا على تأجيل الشبكة لتحركها الاحتجاجي، قائلة: "إثر فشل جهود التنسيق الرامية إلى تنظيم تحرك مشترك للقوى السياسية والمدنية (...)، رغم ما قدمته جبهة الخلاص من تنازلات لإنجاح هذه الجهود، نعلن عن تأجيل المسيرة وسوف نتولى الإعلان عن مواعيد أنشطتها القادمة في أوقاتها".
أسباب الفشل
ويرى مراقبون للمشهد السياسي أن رفض التيارات المعارضة لقيس سعيّد مدّ يدها إلى حركة النهضة والتحالف معها هو دليل على النبذ السياسي لها.
وقال المحلل السياسي التونسي المنجي الصرارفي إن تنظيم الإخوان في تونس حاول الركوب على ذكرى عيد الجمهورية من أجل الإيهام بامتلاك الشارع والعودة سياسيًا وميدانيًا، لأنه يدرك جيدًا أنه لا يستطيع تجميع سوى أعداد قليلة بسبب النبذ الشعبي له.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن "الشبكة التونسية للحقوق والحريات سحبت البساط وعبّرت عن رفضها مشاركة التيارات الإخوانية نفس التحرك الاحتجاجي، مما أدى إلى تأجيل خروجهم إلى الشارع".
وأكد أن الشبكة كشفت المناورة المكشوفة لعناصر الإخوان من أجل كسر العزلة المفروضة على التنظيم منذ الإطاحة بهم في 25 يوليو/تموز 2021.
وأشار إلى أن حركة النهضة الإخوانية لا تزال معزولة سياسيًا، وأن كل محاولاتها التعاون مع المجموعات السياسية والمدنية التي تنتقد وضع الحريات تفشل، وذلك نظرًا لارتباط هذا الحزب بالإرهاب، والاغتيالات، والفساد، ما يعني فشلهم في السلطة والمعارضة على حد سواء.
ويرتبط تاريخ 25 يوليو بأحداث عديدة في تونس، من بينها الاحتفال بعيد الجمهورية الثامن والستين، وتاريخ الإطاحة ببرلمان الإخوان (عام 2021)، واغتيال السياسي القومي محمد البراهمي (عام 2013).
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA=
جزيرة ام اند امز