12 عامًا على اغتيال بلعيد.. «جرح مفتوح» يكشف وجه إرهاب الإخوان
![شكري بلعيد القيادي اليساري](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/06/162-053147-tunisia-brotherhood-chokri-belaid_700x400.jpg)
12 سنة مرّت على اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد الذي قتلته أيادي الغدر والإرهاب، في أول اغتيال سياسي تشهده تونس منذ عام 1956، لكن جرحه يظل مفتوحا حتى يأخذ كل من شارك بالجريمة عقابه.
وفي السادس من فبراير/شباط 2013، استفاق التونسيون على خبر اغتيال القيادي اليساري، الأمين العام لحزب الديمقراطيين الموحد، شكري بلعيد، رمياً بالرصاص أمام منزله بضواحي العاصمة، وهو ما مثّل صدمة في الشارع التونسي، وكشف عن وجه قبيح لـ«تنظيم الإخوان».
- إخوان تونس واغتيال بلعيد.. رواية مبتورة
- محاكمة قتلة بلعيد بتونس.. تهديدات تؤثر على القضية وقرار غير متوقع
وقعت جريمة الاغتيال في عهد رئيس الحكومة الإخواني حمادي الجبالي ووزير الداخلية الإخواني (المسجون حاليًا) علي العريض، ووزير العدل الإخواني نور الدين البحيري. ووجهت أصابع الاتهام حينها إلى حركة النهضة الإخوانية، حيث خرج التونسيون يوم جنازة بلعيد بالآلاف منادين بصوت واحد: «يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح».
وقالت المحامية إيمان قزارة، عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد، إن قضية بلعيد تنقسم إلى عدة ملفات، وهي ملف مجموعة التنفيذ، وملف مجموعة الرصد والاستقطاب، وملف الجهاز السري، وملف مجموعة التخطيط.
وأوضحت أن ملف مجموعة التنفيذ تم الحسم فيه في 27 مارس/آذار الماضي، حيث أصدر القضاء حكمًا بالإعدام بحق 4 متهمين والسجن المؤبد بحق متهمين آخرين، وعقوبات بمدد متفاوتة تراوحت بين العامين و30 عامًا لآخرين.
وأشارت إلى أن القضاء سينظر يوم 11 فبراير/شباط الجاري في قضية لها علاقة بملف الاغتيال وتعرف بملف «خلية الرصد والتخطيط»، وتشمل رجل الأعمال فتحي دمّق وأمنيين سابقين.
ولفتت إلى أنه سيتم خلال هذه الجلسة الاستماع إلى مرافعات المحامين بعد أن تم يوم 20 يناير/كانون الثاني الماضي الانطلاق في استجوابات المتهمين في الطور الاستئنافي.
وأكدت أن القضية الثالثة لهذا الشهر ستكون يوم 18 فبراير/شباط أمام الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بمحكمة تونس الابتدائية، ومن أبرز المتهمين فيها الإمام السابق لجامع الرحمة شكري بن عثمان المتهم بالتحريض المباشر على قتل بلعيد، و«أبو عياض»، زعيم تيار أنصار الشريعة المحظور.
وبيّنت أن السبب الرئيسي وراء قرار اغتيال شكري بلعيد يعود إلى وقوفه بكل وضوح ضد مشروع التمكين الإخواني، ودفاعه عن وحدة الدولة ومدنيتها. وأكدت أن هيئة الدفاع تسعى إلى الأحكام الكاشفة للحقيقة وتتبع المتورطين وتحقيق العدالة وضمان عدم الإفلات من العقاب.
محاسبة الجناة
من جهته، طالب أيمن العلوي، القيادي بحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، بـ«ضرورة محاسبة الجناة في إطار محاكمة عادلة وعلنية». وأشاد في حديث لـ«العين الإخبارية» بجهود هيئة الدفاع ونضالها المتواصل من أجل كشف كل الحقيقة في جريمة اغتيال شكري بلعيد. وعبر العلوي عن مساندته لهيئة الدفاع «فيما اتخذته من خطوات من أجل كشف الحقيقة».
وأكد أن «وفاءه لبلعيد يترجمه التزامهم بالخط السياسي للحزب الذي رسمه شكري بلعيد مع رفاقه منذ تأسيس الحزب».
وكانت إيمان قزارة المحامية التونسية قد قالت في تصريحات سابقة إنه «تبين أن الجهاز السري للإخوان هو الجهة المدبّرة لاغتيال بلعيد»، متهمة زعيم التنظيم راشد الغنوشي بالوقوف وراء الحادث، باعتباره «رئيس الجهاز الذي لا يمكن لأعضائه القيام بأي عمل دون علمه».
وأضافت المحامية التونسية: «نتهم الغنوشي مباشرة بالتخطيط لاغتيال بلعيد، فيما تولى تنظيم أنصار الشريعة (المحظور) تنفيذ الاغتيال». وأشارت إلى أن «النيابة العامة التونسية تحررت من سيطرة حركة النهضة (الجناح السياسي لإخوان تونس)».
من هو شكري بلعيد؟
وُلد شكري بلعيد في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1964 واغتيل في 6 فبراير/شباط 2013. كان سياسيًا ومحاميًا تونسيًا شغل منصب الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، واعتُبر أحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية وعضو مجلس الأمناء فيها. وكان من أشدّ المنتقدين لأداء حكومة الإخوان حينها برئاسة حمادي الجبالي. وفي 5 فبراير/شباط 2013، اتهم في آخر مداخلة تلفزيونية له حزب النهضة بالتشريع للاغتيال السياسي.
اغتيل بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013 أمام منزله بأربع رصاصات على يد الإرهابي والقيادي بتنظيم أنصار الشريعة المحظور كمال القضقاضي. وكان كمال القضقاضي منفذ عملية اغتيال بلعيد يُكنى «وليد» وسط التنظيمات الإرهابية السرية، وكان يغضب عند مناداته بكمال أو القضقاضي.
وُلد القضقاضي في منطقة «وادي مليز» من محافظة جندوبة شمال غربي تونس. أكمل دراسته في تونس، ثم غادر باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية ليتابع دراسته الجامعية على نفقة الدولة التونسية.
تزوج امرأة أمريكية من أصول أفغانية قبل أن يتم طرده من الولايات المتحدة غداة أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001. وهو متدرب على السلاح في كل من أفغانستان وليبيا، وبعد عودته من أمريكا عمل في إحدى الشركات في تونس العاصمة.
وقطن بمحافظة أريانة التي تتبعها منطقة رواد التي قُتل فيها خلال مواجهات مع الشرطة في فبراير/شباط 2014.
aXA6IDMuMTQzLjAuMjAwIA== جزيرة ام اند امز