ترشح المكي لرئاسة تونس.. بوادر حرب بين «صقور» و«حمائم» الإخوان
القيادي الإخواني التونسي عبداللطيف المكي يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة في قرار قد يجدد الحرب بين «الصقور» و«الحمائم».
وأعلن المكي رسميا ترشحه للاقتراع المقرر في الخريف المقبل. وفي بيان صدر الثلاثاء، قرر مجلس حزب «العمل والإنجاز» ترشيح أمينه العام ووزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي لخوض الاستحقاق.
وجرى الإعلان عن تأسيس الحزب في 28 يونيو/حزيران 2022، من قبل عدة شخصيات منشقة عن حركة النهضة الإخوانية.
ومن بين هذه الشخصيات قيادات سابقة بالحركة مثل وزير الزراعة الأسبق محمد بن سالم، ووزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية الأسبق سمير ديلو.
«الصقور» و«الحمائم»
يرى مراقبون للمشهد السياسي المحلي أن إخوان تونس منقسمون بين من يدعم ترشح المكي لكرسي قرطاج، وبين من يدعم ترشيح أحمد نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص» الإخوانية.
ويقول محمد الميداني، المحلل السياسي التونسي، إن «المكي يطمح للترشح للانتخابات الرئاسية، ويعول على وهم اسمه الخزان الانتخابي لحركة النهضة».
ويضيف الميداني، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «ترشيح المكي للانتخابات الرئاسية ليس مدعوما من الحركة بشكل مباشر، لأن الشق الثاني يساند فكرة دعم أحمد نجيب الشابي الذي تخلى عن مبادئه حالما بالترشح لكرسي قرطاج».
وأشار إلى أن المكي يرى في نفسه المرشح الأحق بالنسبة للإخوان من الشابي ذي الخلفية السياسية اليسارية، معتبرا أنه بذلك يريد الاستفادة من فرص الدعم.
وأوضح أن «المكي يعي جيدا حجم اللفظ الشعبي للإخوان خاصة أنه عندما ترشح نائب رئيس «النهضة» عبد الفتاح مورو بالانتخابات الرئاسية لسنة 2019، خسرت الحركة بشكل كبير، لكن الهوس بالرئاسة يأسره».
والمكي باعتباره من شق المتشددين أو ما يعرف بـ«الصقور» في حركة النهضة، قد يشعل بإعلان ترشحه الحرب مع شق ثان يقدم نفسه على أنه من المعتدلين، ويعرف بـ«الحمائم»، ويدعم ترشيح أحمد نجيب الشابي.
وفي كل الأحوال، يعتقد محللون أن الخطوة ستفاقم الانقسامات وحالة التشظي التي تنخر الحركة منذ فترة طويلة.
أما على مستوى حزب المكي، فإنه لا يعرف حتى الآن ما إن كان هذا الفصيل سينأى بنفسه عن «النهضة» في ما يتعلق بترشيح أمينها العام، خصوصا أن الترشيح لم يكن بدعم مباشر من الحركة.
لكن يبدو أن حتى هذا الأمر لا يعني الكثير للمكي الذي من الواضح أنه يبني خطوته على حصد فرص الدعم غير المعلن لماكينة الحركة.
تكتيك قد يمنح المكي الجانب المملوء من الكأس، وهو الذي انشق عن النهضة بسبب خلافات جوهرية بمقدمتها هيمنة زعيمها راشد الغنوشي على رئاستها واحتكاره للقرار.
أي أن يترشح باسم حزب يحمل رؤيته الخاصة لنفس الإيديولوجيا لكن يستفيد في نفس الوقت من الماكينة الانتخابية لحركة النهضة، دون أن يكون تحت رايتها.
من هو المكي؟
عبد اللطيف المكي من مواليد 1962، ويعتبر أحد أبرز القيادات العليا لحركة النهضة الإخوانية، فهو أحد نوابها في البرلمان وكان وزيرا للصحة، ويُعرف بأنه من صقورها.
وكان أحد مرشحي الإخوان لرئاسة الحكومة، وكذلك لخلافة راشد الغنوشي على رأس «النهضة»، لولا إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 التي عصفت بالحركة.
وبعد التاريخ المذكور، أي بسريان الإجراءات الرئاسية تجاه الإخوان (تجميد عمل البرلمان قبل حله لاحقا)، استقال المكي من حركة النهضة رفقة 113 من أعضاء الحزب، مطلع أغسطس/آب 2021.
وكان المكي أحد مؤسسي الاتحاد العام التونسي للطلبة (اتحاد طلبة الإخوان) الذي كان بين يناير/كانون الثاني 1989 وديسمبر/كانون الأول 1990 ثاني أمنائه العامين بعد عبد الكريم الهاروني.
وأدى صدام بداية التسعينات بين السلطة والنهضة إلى اعتقاله في مايو/أيار 1991 والحكم عليه بالسجن 10 سنوات.
وأطلق سراحه عام 2001، ومع رفض السلطات طلب إعادة تسجيله في كلية الطب بتونس لمواصلة دراسته، خاض عام 2004 إضرابا عن الجوع استمر 57 يوما.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2011، انتخب نائبا بالمجلس الوطني التأسيسي. وعين في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه وزيرا للصحة في حكومة حمادي الجبالي، وحافظ على نفس المنصب في حكومة علي العريض.
وظهر المكي بعد 2011 كأحد أبرز قياديي النهضة فانتخب رئيسا لمؤتمرها التاسع المنعقد في يوليو/تموز 2012 ، ومع عجز الجبالي عن تشكيل حكومة في فبراير/شباط 2013، برز اسمه كأبرز مرشح لخلافته قبل أن يتم اختيار علي العريض.
وترشح عبد اللطيف المكي في الانتخابات التشريعية لعام 2014 وفاز بمقعد في البرلمان.
وبعد سنوات، تم اختياره وزيرا للصحة ضمن تشكيلة الحكومة التي يترأسها إلياس الفخفاخ في 28 فبراير/شباط 2020.
والمكي حائز على شهادة في الكيمياء الحيوية، وهو متزوج وله 5 أطفال.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز