أعمال تخريب وعنف.. أياد إخوانية تعبث بأمن تونس
يندسون وسط الاحتجاجات ويمتطون مطالبها السلمية، فيلوثونها بأعمال التخريب، في بصمات ظلت – ولا تزال- السمة الأبرز لنهج تنظيم الإخوان.
فمنذ ظهور التنظيم بالمشهد التونسي، منتصف سبعينيات القرن الماضي، يواصل الفرع الإخواني اندساسه بالأوساط المجتمعية، مستهدفا الأكثر هشاشة منها، لنفث سموم تحول المطالب المشروعة إلى عمليات نهب وتخريب.
لعبة مكشوفة
"اللعبة أصبحت مكشوفة ".. هكذا وصف النقابي التونسي مراد سيالة مخططات الإخوان في "حي التضامن"، أكبر الأحياء الشعبية بالعاصمة التونسية.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال سيالة إن التنظيم الإخواني يريد دفع البلاد نحو الفوضى القصوى، للتغطية عن عجزه في تلبية حاجيات المجتمع التونسي.
واعتبر سيالة، وهو أحد الناشطين في "حي التضامن" إلى أن "مخطط الإخوان بات واضحا، حيث يستهدف تجنيد شباب قاصر لتخريب المنشآت العمومية (الحكومية) والمحلات التجارية".
وأشار إلى أن الخطة نفسها اعتمدتها حركة النهضة الإخوانية زمن الاحتجاجات الشعبية التي أعقبت اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد العام 2013.
وحينها، دعت الحركة الإخوانية أنصارها إلى سحل معارضيها في شارع الحبيب بورقيبة، على حد قول الصحبي عتيق أحد أبرز قياداتها.
منطق قائم على العنف عبر عنه أيضًا زعيم الإخوان في تونس راشد الغنوشي منذ أسبوعين في مقابلة متلفزة، عندما خاطب التونسيين قائلا: "إما الحوار مع حزبه أو الاقتتال"، وكأنه يعيد للأذهان جرائم الفرع الإخواني مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما قاموا برشق المواطنين بماء النار من أجل افتكاك السلطة.
مخازن الأسلحة
مصادر أمنية أفادت لـ"العين الإخبارية" بأن التنظيمات الإرهابية تحاول القفز على الاحتجاجات الشعبية لخلق أزمة أمنية عارمة، وتستمد قوتها من المخازن السرية للأسلحة في عدد من ضواحي العاصمة التونسية.
وكشفت ذات المصادر أنه تم، خلال الاحتجاجات الليلية الأخيرة، كميات من الأسلحة البيضاء وأقراص مخدرة وأموال بالعملة المحلية في حي التضامن بالعاصمة.
فيما أكد المتحدث باسم الداخلية التونسية وليد الحيوني، لـ"العين الإخبارية"، أنه تم توقيف 700 شخص في الأيام الستة الماضية، على خلفية أعمال النهب والتخريب، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد المسؤولية القانونية.
كما لفت إلى أن نحو 20 أمنيا تعرضوا للاعتداء خلال الأيام الأخيرة.
ورقة العنف
مسكون بحب الدماء والاقتتال، ولا يؤمن بالديمقراطية وفلسفتها.. هكذا وصف النائب اليساري منجي الرحوي، مسيرة راشد الغنوشي؛ الرجل "الأخطر في تونس"، وزعيم الإخوان الذي فكك مفاصل الدولة على مدار عقد من الزمن.
الرحوي حذر من أن الغنوشي بات خطرا على الأمن القومي التونسي، معتبرا أن صراع حركة النهضة على اغتصاب السلطة سيدفعها إلى تشجيع العنف وزرع الفوضى في أركان الدولة.
بدورها، تحدثت النائبة عبير موسي عن إمكانية تورط حركة النهضة في تجنيد الأطفال لاقتحام ونهب المحلات التجارية.
وطالبت موسي، خلال مؤتمر صحفي عقدته الإثنين، رئيس الحكومة هشام المشيشي، بضرورة كشف ملابسات عمليات التخريب التي طالت البلاد بالأيام الأخيرة.
ويرى متابعون أن تورط حركة النهضة الإخوانية في تجنيد الشباب ليس بالأمر المستحدث، وإنما يأتي في إطار منهج إخواني بدأ منذ 2012، حين دعمت الشبكات الإخوانية تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر في الشرق الأوسط.
ومن بؤر النزاع في الخارج، يبدو أن الحركة تحول بوصلة عنفها نحو الداخل، بهدف خلق أرضية هشة تمنحها الهامش اللازم للمناورة والضغط، في تكتيك منسجم بشكل كامل مع أدبياتها المبنية على ثنائية الحكم أو الدم.