"تقاسم الغنائم" يصيب كتلة إخوانية في تونس بلعنة التفكك
الكتلة الإخوانية فقدت 3 مقاعد داخل البرلمان بعد استقالة ثلاثة من أعضائها دون سبب وسط ترجيحات بخلافات مادية أدت لاستقالتهم
تشهد كتلة "ائتلاف الكرامة" الإخواني في تونس (21 مقعدا في البرلمان) حالة من التفكك داخل مجلس النواب بعد استقالة ثلاثة أعضاء من قوته البرلمانية خلال يومين وسط ترجيحات أن خلافات مادية هي سبب الاستقالة.
واستقال كل من راشد الخياري وميلاد بن دالي، مساء أمس الخميس، ليلحق بهم النائب فاكر شويخ اليوم الجمعة.
وقدم النائب استقالته من كتلة ائتلاف الكرامة إلى إدارة مجلس نواب الشعب، دون أن يقوم بتعليل أسباب هذه الاستقالة.
ولم يمض شهر واحد، حسب عديد المراقبين، على بداية نشاط البرلمان إلا سقطت (الكتلة المتطرفة في خطابها السياسي) في لعنة الانشقاقات الداخلية والصراعات بين قياداتها.
صراعات الغنائم وتقاسم التمويلات
وقال مقربون من كتلة "ائتلاف الكرامة" الإخوانية إن الصراعات المندلعة بين قياداتها تقوم على ثلاثة أسباب رئيسية.
وأوضح المقربون من الكتلة أن الأسباب هي التنافس على التموقع في المشهد السياسي والاختلاف حول الغنائم الحكومية وتقاسم التمويلات الخارجية القادمة من بعض الدول الداعمة للإخوان.
وتقول منى الفرشيشي القيادية في حركة "من أجل تأسيس جديد" (مستقل) إن سلسلة الاستقالات داخل كتلة ائتلاف الكرامة هي جزء من حالة التصدع العامة التي تعرفها الحركة الإخوانية في تونس.
واعتبرت في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تقلص وزن الكتلة ذات المرجعية الإخوانية من 21 نائبا إلى 18 نائبا في يومين فقط ستكون له تداعيات على مستقبل التماسك بين التيارات الإسلامية في مجلس النواب.
وأشارت إلى أن الاختلاف في صلب الحركة الإسلامية الموسعة في تونس مبني على الصراع المستديم فيما بينهم على الغنائم والتموقع في أجهزة الدولة منذ سنة 2011.
وقارنت بين ما يحدث في كتلة ائتلاف الكرامة من انقسامات بما حدث سابقا مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي كان يترأسه الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي.
وبينت أن المرزوقي اضمحل سياسيا وحزبيا من الحياة العامة في تونس، نتيجة للدفاع على المشاريع الإخوانية التي لا تحمل رؤية للمستقبل في تونس.
وأكدت أن خضوعه التام للإرادة الإخوانية دون التفكير في الخروج من "جلباب التفكير المتطرف" ساهم أيضا في خروجه من المشهد السياسي.
كتلة ائتلاف الكرامة.. للتطرف عنوان
وينطوي خطاب كتلة ائتلاف الكرامة التي فازت بـ21 مقعدا في الانتخابات التشريعية الأخيرة على كم هائل من "العدوانية" والتطرف الديني، حسب العديد من الملاحظين.
ونظمت تونس استحقاقها التشريعي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي أفضى إلى تشكيلة برلمانية غير متجانسة بين كتلها السياسية وقواها الفاعلة.
ويقول الميداني بن صوف أستاذ تحليل الخطاب في الجامعة التونسية إن المضمون الخطابي لكتلة "ائتلاف الكرامة" مخالف للقانون وأخلاقيات التعامل السياسي.
وأضاف أن خطاب الكتلة هو مكون سياسي مثير للفتنة والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.
aXA6IDE4LjExOS4xNjEuMjE2IA== جزيرة ام اند امز