كرز تونس.. حكاية "حب الملوك" الذي جلبه مهاجرو الأندلس (صور)
تزيّنت الحقول التونسية باللون الأحمر احتفالاً بموسم قطف فاكهة الكرز أو كما تُسمَّى في تونس "حب الملوك".
"حب الملوك" هي فاكهة تُزهِر تحت سماء تونس وتحديداً في محافظة سليانة شمال عربي البلاد، ويزرع أصحاب الأراضي أشجارهم في هذه المنطقة الجبلية ذات التربة الرملية، ما يجعلها تشتهر بإنتاج أجود الأنواع من هذه الفاكهة، وتُعتبر المنتج الأول في البلاد.
مع سقوط غرناطة عام 1492، احتضنت تونس موجات من المهاجرين الأندلسيين الذين أقام معظمهم في مدنها الشمالية، كما أسّسوا مدناً وبلدات جديدة كان حراكهم فيها ملحوظاً في مجالات عديدة مثل العمران والموسيقى والزراعة فجلبوا هذه الفاكهة معهم إلى تونس وتفننوا في زراعتها وجعلوا منها مصدراً لعدة استعمالات أبرزها الطبية والتجميلية .
كما اهتم بها المستعمر الفرنسي منذ احتلال البلاد سنة 1881، وصدّر الإنتاج إلى الخارج.
تسمية "حب الملوك"
وعن أصل تسمية الكرز في تونس بـ"حب الملوك"، تقول الرواية الشعبية إن غلاء سعرها جعلها حكراً على الفئات الغنية والملوك، إذ يتجاوز سعر الكيلوغرام منها 50 ديناراً (حوالي 15 دولاراً) لذا فهي غالباً لا تدخل بيوت الفقراء.
ويبدأ موسم جمع "حب الملوك" من مايو/أيار إلى نهاية شهر يونيو/حزيران. ويقطف كلّ نوع منها في وقت معيّن.
ولا يقتصر استخدام "حب الملوك" على وصفات الطعام بل تمثل هذه الثمرة المكون الرئيسي في عديد الاستخدامات الأخرى كالتجميل، وهذه الفاكهة غنية بالألياف وفيتامين سي والبوتاسيوم وتساعد على إرخاء العضلات وتخفض ضغط الدم ونسبة السكر في الدم وتقلل من آلام المفاصل.
كما يستهلك الكرز طازجاً كفاكهة، ويصنع منه كذلك مربى كما يدخل في صناعة بعض العصائر.
وطيلة شهرين تقريباً تتزين الطرق المؤدية إلى سليانة باللون الأحمر المميز للكرز. ويقدّر إنتاج الولاية بـ93% من الإنتاج الوطني وتقدر المساحة المزروعة بحوالي 715 هكتاراً.
وأفاد طارق المخزومي، ممثل مكتب الاتحاد الوطني للزراعة، بأن موسم جني "حب الملوك" انطلق منذ بداية مايو وسط تقديرات بتراجع الإنتاج من 30 إلى 40% مقارنة بالعام الماضي نتيجة إصابة الثمار ببعض الأمراض الفيروسية.
وأضاف المخزومي لـ"العين الإخبارية" أن الأمطار التي شهدتها البلاد مؤخراً وتساقط البرد تسببا في إتلاف كميات كبيرة من هذه الفاكهة.