تقطير زهور النارنج في تونس.. تغير المناخ يهدد استخراج "الذهب الأبيض"
تصدر تونس بين 700 و750 كيلوغراماً سنويا من روح زهرة النارنج "النيرولي" بثمن يفوق 20 ألف دولار للكيلوغرام الواحد.
ويتهافت على "النيرولي" صانعو العطور الفاخرة، وذلك لجودته مقارنة ببلدان أخرى.
ويسمى الماء المستخرج من زهرة النارنج "زهر" بعد عملية تقطيره، وتعرف محافظة نابل شمال شرقي تونس بإنتاج زيت النيرولي وتصديره للعالم، ليستعمل في صناعة "الماركات" العالمية لمواد التجميل والعطور، وتمتد غراسات النارنج بمحافظة نابل على 480 هكتارا.
وتعتبر من أجود أنواع الزهور في منطقة البحر الأبيض المتوسط ما جعلها مقصداً لأهم مصانع العطور الفاخرة خاصة الفرنسية والإيطالية.
وزيت النيرولي يُجمع بدقة وبإبر خاصة ويتم استخراجه من ماء الزهر الذي يتم تقطيره والذي يطفو فوق الزجاجة، ويجمع قطرة قطرة ويسمى روح الزهر الذي يقتنيه منتجو العطور الذين يأتون كل سنة إلى محافظة نابل أثناء فترة تقطير الزهور في فصل الربيع.
وتتمركز في تونس 8 وحدات لتحويل زيت النيرولي، ويحاول القائمون المحافظة على هذه الثروة الطبيعية عبر توفير موادها الأولية.
ويتطلب للحصول على كيلوغرام واحد من زيت النيرولي، طنا كاملا من "الزهر"، الذي يعطي حوالي 600 لتر.
وتدر هذه الصناعة دخلا لآلاف العائلات التونسية التي تنتظر موسمه سنويًا بفارغ الصبر مع حلول فصل الربيع، إذ لا يخلو بيت تونسي من ماء الزهر، خصوصًا وأن استعمالاته متعددة في الطبخ وصنع الحلويات، إلى جانب استخدامه دواء مخففًا لآلام المعدة والبطن.
3000 عائلة
وأفاد رئيس الاتحاد المحلي للزراعة بمحافظة نابل، عماد الباي، بأن موسم جني "الزهر" قد سجل تراجعا تراوح بين 18 و20% مقارنة بالموسم الماضي بسبب التغيرات المناخية ونقص الأمطار.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن تقديرات إنتاج الزهر للموسم الحالي بلغت 2100 طن مقابل إنتاج 2542 طن خلال الموسم الماضي.
وأشار إلى أن حوالي 3000 عائلة تسترزق من إنتاج مادة الزهر في الموسم الواحد.
وطالب عماد الباي بتنظيم هذا القطاع الموسمي الذي يعاني من عدم تطويره، حيث يغلب عليه الطابع التقليدي إذ يتم تقطير 550 طنا من الزهر بالطرق التقليدية إلى الآن.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز