تونس.. الذبابة المتوسطية تهدد موسم الحمضيات في نابل

تشهد محافظة نابل شمال شرقي تونس، والتي تُعدّ القلب النابض لإنتاج الحمضيات في البلاد بنسبة 75% من إجمالي الإنتاج الوطني، أزمة حقيقية بسبب انتشار آفة الذبابة المتوسطية للفواكه التي اجتاحت الحقول.
وتنتج نابل نحو 260 ألف طن من البرتقال سنويًا من بين 33 صنفًا، أبرزها "المالطي"، "الشامي"، "الأرنج"، و"المندلينة".
وحذّر رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري في بني خلاد، بشير عون الله، من خطورة هذه الحشرة على المحصول، مؤكداً أن وزارة الزراعة لم تباشر حتى الآن عمليات المداواة رغم قرب موسم جني الأصناف المبكرة خلال الأسبوعين القادمين.
وأوضح عون الله أن الوزارة اعتادت في المواسم السابقة على تنفيذ برامج وقائية للحد من انتشار هذه الحشرة، ما ساهم في تقليص الخسائر، غير أن التأخر الحالي في التدخل قد يفاقم الأضرار لتصل إلى 30% من المحصول.
وتهاجم الذبابة المتوسطية أكثر من 200 نوع من الفاكهة والخضراوات، ما يجعلها من أخطر الآفات الزراعية عالميًا، حيث تتلف الثمار وتؤثر بشكل مباشر على جودتها وقيمتها التسويقية.
وبالرغم من هذه المخاطر، تشير التوقعات إلى أن إنتاج الحمضيات هذا الموسم سيتراجع على المستوى الوطني ليصل إلى نحو 320 ألف طن، مقابل 380 ألف طن في الموسم الماضي.
وتعد الذبابة المتوسطية أصغر قليلاً من الذبابة المنزلية، وتميّزها بقع برتقالية مصفرة على جناحيها، فيما تنتشر في مناطق عدة حول العالم، من إفريقيا إلى أستراليا الغربية.
ويمثل قطاع الحمضيات في تونس مصدر رزق رئيسيًا لنحو 12 ألف مزارع، ويوفر عملاً موسمياً يناهز ثلاثة ملايين يوم عمل سنويًا، فضلًا عن كونه سندًا اقتصادياً لنحو 30 ألف عائلة.
ويُعد هذا القطاع من ركائز الصادرات الزراعية التونسية، إذ تُمثل صادرات الحمضيات حوالي 14% من إجمالي الصادرات الزراعية، وتوفر مداخيل هامة من العملة الصعبة.
وتعمل وزارة الزراعة على تنفيذ استراتيجية وطنية لتنمية قطاع الحمضيات بحلول 2030، تتضمن رفع الإنتاج من 440 ألف طن إلى 650 ألف طن، وزيادة حجم الصادرات من 20 إلى 50 ألف طن، مع التوسع في الأسواق الجديدة.
كما تستهدف الاستراتيجية تعزيز الزراعات البيولوجية، وحماية حقول الحمضيات من الأمراض، بما يضمن استدامة هذا القطاع الحيوي الذي لا يمثل فقط قيمة اقتصادية، بل أيضًا موروثًا زراعيًا وثقافيًا للبلاد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUwIA== جزيرة ام اند امز