"لن يمنعونا باسم كورونا".. فنانون تونسيون يحتجون على "إجراءات المشيشي"
هشام المشيشي، رئيس الوزراء التونسي، أعلن، السبت، في كلمة تلفزيونية جملة من الإجراءات لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
دشن مثقفون تونسيون هاشتاق "لن يمنعونا باسم كورونا" على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ احتجاجاً على قرار حكومي بحظر جميع التجمعات في البلاد والفعاليات الثقافية والتجارية العامة والخاصة خلال الأسبوعين القادمين.
وأعلن هشام المشيشي، رئيس الوزراء التونسي، السبت، في كلمة تلفزيونية جملة من الإجراءات لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وتضمنت هذه الإجراءات حظر الفعاليات الثقافية خلال الأسبوعين القادمين، وأكد المشيشي ضرورة ارتداء الكمامات بهدف إبطاء انتشار فيروس كورونا الذي يهدد قدرة المستشفيات الاستيعابية.
وقال المشيشي إن "الأرقام والمعطيات لا تطمئن والوضع الوبائي يستلزم وقفة حازمة وقرارات عاجلة"، مستبعداً في الوقت نفسه فرض حجْر شامل لأنّ البلاد "لم تعد لديها قدرة على تحمله". على حد قوله.
غير أن الإجراءات الجديد لم تنل تأييداً من بعض المثقفين الذي قالوا إنها "مرتجلة وغير مدروسة ومتحامل عليهم".
وغيّر فنانون تونسيون صورهم في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بإشارة كتب عليها باللغة الفرنسية: "أتضامن مع جميع مهن الفرجة.. دعونا نشتغل".
وكتب الممثل التونسي حمادي الوهايبي: "إلغاء العروض الثقافية يؤكد محدودية الوعي بأهمية الثقافة كما يؤكد عدم فهم طبيعة العروض المختلفة".
وأعرب الفنان المسرحي التونسي حسام الغريبي عن استغرابه من قرار رئيس الحكومة قائلاً: "المقاهي والمطاعم مفتوحة والمسارح مغلقة والتجمعات في الفضاءات الثقافية ممنوعة".
وسخر الغريبي من القرار قائلاً: "الكورونا فيروس مثقف يرتاد الفضاءات الثقافية ولا يزور المطاعم والمقاهي، والأهم أنه فيروس يتكاثر في الليل كالخفافيش، ويهدأ في النهار".
وانتقدت الممثلة التونسية وجيهة الجندوبي عبر "فيسبوك" القرار، متسائلة: "لماذا إلغاء العروض الثقافية؟".
وكتبت الإعلامية التونسية جيهان التركي عبر "فيسبوك": "أكثر قطاع يحترم البروتوكول الصحي هو أول قطاع تعاقبه الدولة".
ومنذ انتشار فيروس كورونا في تونس تم تأجيل نحو 700 نشاط ثقافي إلى عام 2021 من بينها مهرجان قرطاج الدولي ومهرجانات الشعر والفن المعاصر والموسيقى والكوريغرافيا.
كما تم تأجيل مهرجان أيام قرطاج السينمائية إلى شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ومنذ شهر مارس/آذار والفنانون التونسيون يعانون من خسائر مادية بعد إلغاء وتأجيل عروضهم الفنية والثقافية بسبب تواصل تطور الوضع الوبائي في تونس.
واشتملت الإجراءات الجديدة كذلك تعديل نظام العمل باعتماد نظام الحصة الواحدة، وتقليص ساعات العمل في الإدارات العمومية لتخفيف الاكتظاظ على وسائل النقل.
وترك للسلطات المحلية قرار إصدار أوامر بفرض حجر محلي أو إغلاق دور العبادة بحسب ما يتطلبه الوضع الوبائي.
ومن المقرر إنشاء مستشفيات ميدانية في مدن عدة، لكن السلطات الصحية حذرت من محدودية عدد العاملين، خصوصا في وحدات العناية المركزة.
وأعادت تونس فرض حظر تجول مساء الخميس في ولايتي سوسة والمنستير الساحليتين وكذلك في مناطق بمحيط سيدي بوزيد داخل البلاد، مع تعليق العمل في الأسواق الأسبوعية.
وبقي قرار إلزامية وضع الكمامة الوقائية في الأماكن المكتظة حبرا على ورق في أحيان كثيرة منذ فرضه بداية أغسطس/آب، في وقت يدعو كثير من التونسيين إلى استراتيجية أكثر صرامة. وحذرت السلطات التونسية من أن المستشفيات تكافح للتعامل مع تدفق المرضى.
وكانت تونس البالغ عدد سكانها أكثر من 11,5 مليون نسمة احتوت الوباء تقريبا في نهاية يونيو/حزيران ورفعت معظم القيود خلال الصيف. لكن عدد الحالات المؤكدة يتجاوز الآن 20 ألفا بينها نحو 300 وفاة.
وحذر المتحدث باسم اللجنة العلمية لمكافحة كوفيد-19 هاشمي الوزير من أنه "ما لم نتمكن من عكس مسار هذا المنحنى الذي يرتفع بالفعل، فسنكون أمام خطر خروج الأمور عن السيطرة".
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA= جزيرة ام اند امز