الحكومة التونسية تتهم المعارضة بالتحريض على العنف
رئيس الوزراء التونسي اتهم الجبهة الشعبية المعارضة بالتحريض على العنف أثناء الاحتجاجات ضد ارتفاع الأسعار وفرض ضرائب جديدة.
اتهم رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قوى المعارضة بتأجيج المظاهرات ضد قرارات الحكومة الاقتصادية، مطالبا بفتح تحقيقات في أحداث الشغب والتخريب التي طالت عددا من المدن أثناء المظاهرات، بحسب وكالة الأنباء التونسية.
واتهم رئيس الوزراء التونسي بشكل مباشر، الجبهة الشعبية المعارضة بالتحريض على العنف أثناء الاحتجاجات، وذلك بعد يومين من موجة مظاهرات عنيفة اجتاحت تونس عقب ارتفاع الأسعار وفرض ضرائب جديدة.
وجاءت تصريحات الشاهد أثناء زيارة بلدة طبربة، التي شهدت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، فضلا عن أعمال تخريب منذ يوم الإثنين الماضي.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، القبض على 237 محتجا، بعد مهاجمة مقرات حكومية ومراكز شرطة وسرقة متاجر، أثناء احتجاجات عنيفة أمس الثلاثاء، في حين تعرضت مدرسة دينية يهودية لهجوم بالقنابل الحارقة.
وخلال زيارته إلى طبربة، التقى الشاهد بعدد من المتظاهرين وتفقد بعض المباني الحكومية التي تعرضت للحرق والنهب أثناء الاحتجاجات.
وعرض المتظاهرون على رئيس الوزراء التونسي، شكواهم من ارتفاع الأسعار والبطالة وعدم وتوافر فرص العمل، وقال أحدهم: "لا أمل لنا.. ليس هناك إلا الوعود الزائفة ونحن سئمنا".
ووصف الشاهد في تصريحات للصحفيين، ما جرى أثناء المظاهرات بـ"التخريب غير المقبول"، متوعدا بمحاسبة المسؤولين عنه، مؤكدا أن تونس "ستظل صامدة".
من ناحية أخرى، قال شهود ووسائل إعلام محلية، اليوم الأربعاء، إن مجهولين ألقوا زجاجات مولوتوف على مدرسة دينية يهودية في جزيرة جربة التونسية أثناء المظاهرات، مما تسبب في أضرار طفيفة دون وقوع أي إصابات.
وتضم مدينة جربة معبدا يهوديا باسم كنيس الغريبة -أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم- ويفد إليه السياح اليهود من كل أنحاء العالم، خاصة في شهر مايو/أيار موسم "الحج اليهودي"، ويعيش في تونس نحو ألفي يهودي يتركز معظمهم في هذه المدينة.
من ناحية أخرى، أشارت تقارير إعلامية إلى أن أعمال العنف التي صاحبت المظاهرات، أسفرت أيضاً عن إصابة 50 شرطيا، بينما أحرق المحتجون عشرات من عربات الشرطة ومقرات حكومية ومراكز شرطية.
وكانت الحكومة التونسية أعلنت في وقت سابق أنها تسعى لخفض فاتورة رواتب القطاع العام بنسبة 12.5% من الناتج المحلي الإجمالي في 2020.
وخرجت مظاهرات احتجاجية في نحو 20 مدينة تونسية، مساء أمس الثلاثاء، رفضا لرفع الأسعار وفرض ضرائب جديدة لليوم الثاني على التوالي عقب مقتل محتج يوم الإثنين.
وعلق رئيس الوزراء التونسي، أمس الثلاثاء، على الاحتجاجات بقوله: "إن الوضع الاقتصادي للبلد صعب ودقيق"، آملا في أن 2018 يكون آخر عام صعب على التونسيين.