الأمطار تزيل مخاوف العطش في تونس.. وتدق «ناقوس خطر» (خاص)
أمطار غزيرة شهدتها تونس في اليومين الماضيين، بعد موجة من الجفاف استمرت لأشهر طويلة أثرت على المخزون العام للسدود.
ومنذ يوم الأحد، هطلت أمطار غزيرة في جميع المحافظات الشرقية للبلاد التونسية زادت حدتها ليلة أمس الاثنين، وزادت مخزون السدود في البلاد لكنها تسببت في غرق العديد من المنازل.
وأفاد نائب مدير الحبوب بوزارة الزراعة التونسية، محمد علي بن رمضان، لـ"العين الاخبارية" بأن مخزون السدود ارتفع إثر الأمطار الأخيرة حيث بلغت 25% بعد الأمطار بعد أن كانت 21% معتبرا أن "هذه النسبة مازالت بعيدة عن المستويات العادية لكن هذه الأمطار أذنت بانطلاق موسم الزراعات الكبرى".
وعبر عن تفاؤله بنجاح موسم الزراعات الكبرى بفضل هذه الأمطار خاصة وأن الجفاف قد ضرب البلاد على امتداد 4 سنوات.
من جهة أخرى، قال الخبير في الجغرافيا والمخاطر الطبيعية عامر بحبة، إن إيرادات السدود بلغت 82 مليون متر مكعب، بما يعادل 82 يوم استهلاك نظرا الى أن معدل الاستهلاك اليومي في تونس يُقدر بمليون متر مكعب.
وأوضح أن النسبة بدأت تتحسن بفضل كميات الأمطار المهمة التي سجلتها جميع المحافظات نتيجة المنخفض الجوي الذي تعيشه تونس هذه الفترة.
وأفاد بأن الأمطار ستتواصل اليوم والغد وأن الأجواء ستكون باردة.
أضرار
هذه الأمطار التي انتظرها التونسيون منذ فترة طويلة، أظهرت هشاشة البنية التحتية في البلاد ما دفع بالسلطات التونسية إلى تنبيه المواطنين بضرورة توخي الحذر.
وفي محافظة القيروان (وسط)، قررت السلطات المحلية التنبيه بإخلاء المساكن المُهددة بالسقوط وإجلاء ساكنيها إلى مراكز الإيواء المخصصة للغرض إلى حين إيجاد حلول جذرية.
وجاء هذا القرار على إثر اجتماع طارئ للجنة المحلية لتفادي الكوارث ومجابهتها خُصص للنظر في وضعية المدينة العتيقة للقيروان وما يمكن أن تشكله بعض المنازل والمواقع المهددة بالسقوط وأجزاء من سور المدينة من خطر على ساكنيها، وعلى المارّة خاصة مع توقّع نزول كميات مهمة من الأمطار.
كما داهمت مياه الأمطار مجموعة من المنازل بعدة مناطق تونسية ومن بينها المنيهلة (ضواحي العاصمة) ومحافظتا منوبة وسوسة، فيما أطلق الساكنون نداء استغاثة لرئاسة الحكومة والسلطات المعنية للتدخل وفك عزلتهم وتخليصهم من هذا الوضع.
كما انهار، صباح الثلاثاء، جزء من فتحة الباب الأثري بحومة الطرابلسية بمدينة المنستير، جراء تهاطل الأمطار، ولم يخلف الحادث أي أضرار بشرية فيما تم تأمين الموقع حماية لسلامة المواطنين على أن تتم عملية الترميم في أقرب الآجال.
من جهته، قال المتحدث باسم الدفاع المدني معز تريعة لـ"العين الإخبارية" إن عناصره تدخلت من خلال إزاحة 83 وسيلة نقل علقت بسبب الأمطار الغزيرة إضافة إلى إجرائها لـ180 عملية معاينة و145 عملية ضخ مياه ومساعدة مواطنين على عبور العديد من الطرقات.
ودعا التونسيين إلى ضرورة الابتعاد عن المباني الآيلة للسقوط خوفا من تداعيها بسبب قوة الأمطار الأخيرة مضيفا: "يجب على جميع التونسيين عدم المجازفة بعبور الأودية والمجاري المائية سواء كانوا مترجلين أو على متن وسيلة نقل".
وفسر ذلك بأن السيول التي تكون ذات ارتفاع 30 سنتيمترا، تكون قادرة على جر سيارة خفيفة في حين إذا بلغ ارتفاعها 45 أو 50 سنتيمترا فيمكن أن تحمل شاحنة خفيفة.
موسم جفاف
وعانت تونس خلال الأربع سنوات الماضية من كارثة الجفاف وذلك بسبب التغيرات المناخية.
وقد احتل شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023 المرتبة الأولى، من بين أشهر أكتوبر الأكثر جفافا منذ سنة 1950، مع نقص في هطول الأمطار بنسبة 96%، وفق ما ورد بالنشرة المناخية لشهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن المعهد الوطني للرصد الجوي.
وانعدمت تساقطات الأمطار في معظم الجهات، باستثناء بعض المحطات الشمالية، حيث سجلت كميات منخفضة للغاية، وبلغ المعدل الإجمالي لهذا الشهر 41.1 مليمتر، فيما بلغ المعدل العادي للمحطات نفسها 1036.6 مليمتر، وهو ما يمثل 4% من المعدل العادي للشهر.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA=
جزيرة ام اند امز