أمطار غزيرة في تونس.. «قبلة حياة» لموسم الزراعة
استبشر التونسيون بهطول أمطار غزيرة، عقب موجة قاسية من الجفاف استمرت لأشهر.
وشهدت مختلف المحافظات التونسية، هطول كميات كبيرة من الأمطار، بعد أشهر من الجفاف، وتتراوح درجات الحرارة بين 13 و18 درجة، وتكون في حدود 9 درجات بالمرتفعات الغربية.
وسجّلت مدينة عين دراهم من محافظة جندوبة شمال غربي البلاد، أعلى كمية أمطار مسجّلة، إذ بلغت 100 مليمتر خلال 24 ساعة.
كما سجّلت محافظة نابل، شمال شرقي تونس هطول كميات كبيرة من الأمطار.
وتزينت جزيرة جربة التونسية الواقعة بجنوب شرقي البلاد باللون الأبيض بعد هطول الثلوج.
وأكد الأستاذ الجامعي في الجغرافيا والخبير في المناخ عامر بحبة نزول كميات استثنائية من الأمطار خلال اليومين الماضيين.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن هذه الكميات قد تساهم في تحسين إيرادات سدود بني مطير وبربرة وبوهرتمة شمال غربي البلاد، مشيرا إلى أن منسوب السدود يتحسن عادة عندما تنزل كميات كبيرة من الأمطار في وقت وجيز مع سيلان الأودية.
وأضاف أن المنخفض الذي عاشت على وقعه تونس بدأ يضعف وينتهي مساء الغد لتستقر العوامل الجوية نسبيا بعده في انتظار منخفض مرتقب نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري أو بداية ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
من جهة أخرى، قال رئيس دائرة الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة السعداوي بتونس إن هذه الأمطار سيكون لها تأثيرات إيجابية على موسم الزراعات الكبرى خاصة وأن المزارعين ينتظرون منذ مدة بفارغ الصبر هطول الأمطار.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن هذه الأمطار ستكون حافزا للمزارعين للانطلاق في حرث الأرض وبذر حقول القمح والشعير والأعلاف خاصة وأن هناك مزارعين توقفوا عن الزراعة خوفا من القحط واستمرار الجفاف، موضحا أن نسبة الزراعات الكبرى إلى حد الآن لم تتجاوز 10%.
وأشار إلى أن الأمطار الحالية ستكون لها أيضا انعكاسات إيجابية على غراسات الزيتون وغراسة الحوامض وستنقذ الموسم الزراعي إضافة لإيرادات السدود.
ويوم الإثنين الماضي، أعلنت وزارة الزراعة التونسية خروج حوالي 20 سدا عن الخدمة من أصل 37 سدا موجودة في البلاد، بسبب الجفاف.
وأطلق المختصون في الموارد المائية صيحة فزع في تونس، مؤكدين أن البلاد بلغت مرحلة الفقر المائي.
ويشكو التونسيون من عام لآخر من اهتراء المنظومة المائية بفعل نقص الأمطار، وقرب نضوب السدود، المزود الأول للبلاد من الماء الصالح للشرب.
وتهيمن الزراعة على نسبة كبيرة من المياه في تونس، إذ إن 80% من الموارد المائية في تونس تستخدم لهذا القطاع.
وفي ضوء ندرة المياه يتأثر موسم حصاد الحبوب ويتقلص إنتاج زيت الزيتون والخضراوات والغلال ويصعب توفير المراعي لقطعان المواشي بما يؤثر على المنظومة الغذائية برمتها في تونس.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز