بسبب حالة الجفاف.. خروج 20 سدا عن الخدمة في تونس
بسبب حالة الجفاف غير المسبوقة التي تعيشها تونس، خرج حوالي 20 سدا عن الخدمة من أصل 37 سدا موجودة في البلاد، وفق آخر الإحصائيات الرسمية لوزارة الزراعة.
وأطلق المختصون في الموارد المائية صيحة فزع في تونس، مؤكدين أن البلاد بلغت مرحلة الفقر المائي.
ويشكو التونسيون من عام لآخر من اهتراء المنظومة المائية بفعل نقص الأمطار، وقرب نضوب السدود، المزود الأول للبلاد من الماء الصالح للشرب.
وأكد الخبير، في مجال المياه وكاتب الدولة السابق للزراعة عبدالله الرابحي، أن حوالي 20 سدا خارج الخدمة اليوم بسبب حالة الجفاف وانعدام التساقطات المطرية.
واعتبر، في تصريحات لـ"العين الاخبارية"، أن نقص التساقطات المطرية قد أثر في احتياطي المياه الجوفية التي تبقى تغذيتها غير كافية، واصفا حالة الجفاف التي تمر بها تونس منذ الثماني سنوات الأخيرة بأنها وصلت إلى مرحلة صعبة.
واقترح الرابحي حلولا لتجاوز حالة الجفاف، داعيا إلى ضرورة تنويع مصادر المياه عبر ربط الآبار غير المستغلة وتوفير إمكانيات لجلب المياه إلى المناطق الجافة.
كما دعا إلى استعمال المياه المعالجة في الزراعة، موضحا أنه في تونس يتم استغلال أقل من 10% من المياه المعالجة للزراعة فقط.
وشدد على ضرورة التوجه إلى تحلية مياه البحر، مبينا أن هناك 5 محطات لتحلية مياه البحر، إضافة إلى محطات أخرى مخصصة لتحلية المياه المالحة على غرار مياه الآبار.
كما أكد ضرورة تكثيف الجهود لتشغيل محطة تحلية مياه البحر بمحافظتي سوسة وقابس شرقي البلاد، مشيرا إلى أهمية تخزين الماء تحت الأرض، خاصة أن تونس لديها سدود تحت أرضية.
ومؤخرا قال كاتب الدولة المكلف بالمياه رضا قبوج إنه من المنتظر استكمال أشغال محطة تحلية مياه البحر بالزّارات بمحافظة قابس جنوب شرقي البلاد، التي بلغت مرحلتها الأخيرة، نهاية شهر ديسمبر/كانون الثاني 2023، وهو ما سيساعد على دعم الموارد المائية المخصصة للشرب بمحافظات قابس ومدنين وتطاوين بجنوب البلاد.
وبين قبوج، في تصريحات إعلامية، أنّ استراتيجية تونس لمعالجة شحّ المياه تقوم على تأمين الحاجيات من مياه الشرب بتحلية مياه البحر، وأنه يتم لذلك التفكير في توسعة المحطة المذكورة وبرمجة إنجاز محطات أخرى بعدد من محافظات البلاد.
يشار إلى أنّ طاقة الإنتاج اليومية لمحطة تحلية مياه البحر بالزارات بقابس تقدر بـ50 ألف متر مكعب، قابلة للتوسعة إلى 100 ألف متر مكعب.
وستعتمد هذه المحطة في إنتاج المياه على طريقة التناضح العكسي وسينتفع بمياهها المحلاة 1.1 مليون ساكن من ولايات قابس ومدنين وتطاوين.
وتراجع مخزون السدود التونسية، المقدّر عددها بـ37 سدّا في تونس، إلى 22% من المياه.
وللإشارة فإن أكبر 3 سدود في البلاد هي "سيدي سالم" و"سجنان" و"سيدي البراق"، وهي أكبر سدود تزود العاصمة والمحافظات الساحلية مثل نابل وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس بالماء الصالح للشرب، جميعها تشهد أدنى مستوياتها.
وتبلغ نسبة المياه في سد سيدي سالم (شمال غربي تونس) 27.3% أي 158.5 مليون متر مكعب، فيما تبلغ نسبة المياه في سد سيدي البراق (شمال غربي تونس) 22.2% أي 63.5 مليون متر مكعب، أما سد سجنان (أقصى الشمال) فيسجل نسبة 32% أي 42 مليون متر مكعب.
توقعات جوية مرتقبة
من جهة أخرى، كشف الخبير في الموارد المائية والتغيرات المناخية عامر بحبة لـ"العين الإخبارية" احتمالية نزول منخفض جوي في بداية من 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري والأيام الموالية، حيث قد يؤثر في وسط البحر المتوسط، ليشمل تونس والجزائر، وربما ليبيا.
وأكد عامر بحبة أنه يتوقع عودة هطول الأمطار بعد فترة جفاف طويلة ممتدة منذ أواخر شهر مايو/أيار.
واستبشر هذا الخبير التونسي بهذه التوقعات الجوية التي من المتوقع أن تهطل فيها الأمطار بداية من الأربعاء، علها تنقذ ما يجب إنقاذه من تداعيات حالة الجفاف.
ووصف وضعية السدود في تونس بالسيئة جدا، مؤكدا أنها وصلت إلى 22.4% أي 519 مليون متر مكعب.
وأكد أنه في نفس التوقيت بالنسبة للسنة الماضية كانت السدود تسجل 675 مليون متر مكعب، بالرغم من أنها كانت سنة جفاف أيضا.
وأوضح الخبير أن آخر 8 سنوات مرت على تونس كانت سنوات جفاف باستثناء السنة المطرية 2018-2019، التي تعتبر سنة رطبة امتلأت فيها السدود إلى حد مقبول خلافا لكل السنوات الأخرى.
وتهيمن الزراعة على نسبة كبيرة من المياه في تونس، إذ إن 80% من الموارد المائية في تونس تستخدم لهذا القطاع.
وفي ضوء ندرة المياه يتأثر موسم حصاد الحبوب ويتقلص إنتاج زيت الزيتون والخضر والغلال ويصعب توفير المراعي لقطعان المواشي بما يؤثر على المنظومة الغذائية برمتها في تونس.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز