انتخابات بلا إخوان.. تونس تتحصن من «ألغام» اللحظات الأخيرة
يحاولون زرع ألغامهم على طريق اختاره التونسيون من أجل جمهورية تتوج مسارا إصلاحيا ينشد بناء دولة بلا إخوان.
هكذا هم إخوان تونس، الفرع الذي لم يناور بأقصى قوته أملا في خلق فوضى تجهض مسارا يمضي بخطى ثابتة نحو إجراء انتخابات محلية تؤسس لمرحلة جديدة.
ويفصل بين التونسيين وانتخابات مجلس الجهات والأقاليم أقل من أسبوعين على الاقتراع الذي يعد آخر مرحلة من مسار قيس سعيد الإصلاحي، وينتظر إجراؤه في ظل مقاطعة الأحزاب الإخوانية.
ولتأمين المسار، كثفت السلطات التونسية مؤخرا من عمليات تعقب الإرهابيين، حيث تم القبض على أكثر من 30 إرهابيا مطلوبين للقضاء في غضون الأسبوعين الأخيرين، وفق ما أعلنت عنه وزارة الداخلية في بيانات منفصلة.
واليوم الثلاثاء، اعتقلت قوات الأمن التونسي 3 إرهابيين مطلوبين للقضاء في قضايا إرهابية في العاصمة ومحافظتي جندوبة (شمال غرب) وسوسة (شرق).
ويرى مراقبون أن السلطات التونسية كثفت مؤخرا عمليات التفتيش وتعقب العناصر الإرهابية بهدف السيطرة على الوضع الأمني في البلاد خاصة مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الجهات والأقاليم المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفي ظل حملات المقاطعة التي يشنها الإخوان.
كما تأتي حملة تعقب الإرهاب إثر تهريب 5 عناصر في بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من سجن غربي العاصمة.
«ألغام» الإخوان
ويرى حسن التميمي، الناشط والمحلل السياسي التونسي، أن الإخوان يحاولون بشتى الطرق تأجيج الأوضاع ما دفع السلطات التونسية إلى تشديد الرقابة على الوضع الأمني في البلاد.
ويقول التميمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه "طيلة السنة الحالية، حاول إخوان تونس يائسين تنفيذ مخططات انقلابية للإطاحة بنظام قيس سعيد واغتياله، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية سابقا".
وأشار إلى أن السلطات التونسية "تعلن بصفة دورية تفكيك خلايا إرهابية وإجهاض مخططات إرهابية بعمليات استباقية"، واصفا ذلك بـ"المؤشر الجيد على جاهزية قوات الأمن".
وأوضح أن انتخابات مجلس الجهات والأقاليم تعد "آخر مرحلة من مسار قيس سعيد الإصلاحي ستنسف جميع آمال الإخوان للعودة من جديد للحكم، لذلك التهديدات تبقى قائمة إلى حين إجراء هذا الموعد الانتخابي".
دون تأثير
من جهة أخرى، قال المتحدث الرّسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، محمد التليلي المنصري، إن دعوات مقاطعة الانتخابات "ليس لها أيّ تأثير على مسار الانتخابات المحلّية".
وأرجع ذلك إلى حقيقة أنّ هذه الانتخابات "تقوم بالأساس على عامل القرب وتجري على الأفراد في دوائر ضيّقة وتتّسم بالتلقائيّة، وبالتالي فإنّ الدّعوات لمقاطعتها لا معنى لها".
وأكد التميمي، لـ"العين الإخبارية"، أن رأي الأحزاب والمنظمات والجمعيات المعارضة لهذه الانتخابات "يبقى رأيا حرّا في إطار الحياة الدّيمقراطية"، ولا يعوق عمل الهيئة التي تعوّدت على دعوات مقاطعة متكرّرة من الاستفتاء إلى الانتخابات التشريعية إلى هذه الانتخابات المحلّية.
وسبق أن كشف المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني، العميد حسام الدين الجبابلي، أن الوحدات المعنية بمكافحة الإرهاب تمكنت منذ 2011 من القضاء على 100 عنصر إرهابي وتوقيف 324 آخرين عقب تنفيذ 365 عملية ومهمة في إطار مكافحة الإرهاب.
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ألقت السلطات التونسية القبض على 12 عنصرا بمحافظة زغوان شمال شرقي البلاد، بتهمة تكوين "خلية إرهابية".
ومنذ 2011، شهدت تونس هجمات إرهابية أدت إلى مقتل العشرات من رجال الشرطة والسياح الأجانب وغيرهم. وتمكنت السلطات في السنوات القليلة الماضية من اعتقال أو قتل عدد من أبرز قيادات هذه المجموعات.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز