الورقة الأخيرة تسقط.. «الذئب المتخفي» يخذل إخوان تونس
أجبرتهم «رياح» التغيير العاتية على الانحناء واللجوء إلى «الذئب المتخفي»، التكتيك الذي كان ورقتهم الأخيرة لتحقيق وهم العودة.
إخوان تونس، الفرع الذي كان حتى وقت قريب مسكونا بهاجس العودة للحكم بعد لفظه شعبيا، وكان يعول إلى حد كبير على الانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
راهنوا على المرشح الرئاسي العياشي زمال، ولم يكن رهانهم نابع من قناعة سياسية أو حتى أيديولوجية، بل كان فقط لأنه خصم الرئيس قيس سعيد.
وفي محاولة لتحقيق مآربهم، تبنوا سياسة «الذئب المتخفي» وزرعوه في كل مكان يعتقدون أنه قد يجدي نفعا: وسط التجمعات، وحركوا أذرعهم بالمؤسسات الحكومية، ومع أنهم أعلنوا مقاطعة الانتخابات، إلا أنهم دعموا خصم سعيد في الخفاء.
الورقة الأخيرة
ويرى مراقبون أن الانتخابات الرئاسية كانت الفرصة الأخيرة للذراع السياسية للإخوان، «النهضة»، الحركة التي خسرت كل جولاتها.
وقبل أيام، أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في تونس فوز الرئيس قيس سعيد بفترة رئاسية ثانية بعد حصوله على نسبة 90.69 % من الأصوات.
فيما حصل المرشح العياشي زمال (مسجون) على 7.35%، بينما حصل المرشح زهير المغزاوي رئيس حركة الشعب على نسبة 1.97%.
وقال الناشط والمحلل السياسي التونسي عبدالكريم المحمودي إن «الإخوان تلقوا صفعات متتالية، آخرها فوز قيس سعيد بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية وخسارة مرشحهم العياشي زمال»، مشيرا إلى أنهم «يعملون حاليا سرا من أجل إعادة التموقع».
وأضاف المحمودي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أنه بالرغم ما قامت به حركة النهضة بالأيام الماضية بتعبئة الناخبين في مراكز الاقتراع بالخارج لانتخاب العياشي زمال، إلا أن مساعيها لم يكن لها أي تأثير.
وأوضح أن «جماعة الاخوان تلقت بعد نتائج الانتخابات ضربة أخرى قاصمة، خاصة أنها لم تستطع قبل هذا الاستحقاق أن توحد صفوفها».
وأكد أن «إخوان تونس لا يشكلون استثناء مقارنة بما يجري في المنطقة العربية»، معتبرا أن «حركة النهضة انتهت في تونس خاصة بعد اعتقال قياداتها على خلفية جرائم وشبهات إرهابية وفساد مالي».
وأوضح أن «الصفين القياديين الأول والثاني للحركة في السجن حاليا، ومن بينهم راشد الغنوشي ونور الدين البحيري والمنذر الونيسي وعلي العريض».
فيما أشار إلى أن «الاعتقالات والمتابعات القضائية طالت الصفين الثالث والرابع، وآخرهم توقيف 100 قيادي إخواني منذ أسبوعين».
انحناء أمام العاصفة
من جهة أخرى، قال المحلل السياسي التونسي عبدالرزاق الرايس إنه «إثر فوز الرئيس قيس سعيد في الانتخابات وهزيمة مرشح الإخوان العياشي زمال، انتهى صوت جماعة الإخوان حيث لم تصدر أي بيان تعليقا على الاقتراع».
وأوضح الرايس، لـ«العين الإخبارية»، أن «الإخوان يتعاملون في المراحل الصعبة بالانحناء أمام العاصفة ثم يعاد بناء هذه التنظيمات من جديد، لذلك لم يسمع لهم أي صوت بعد هذه الهزيمة».
وأكد أنه «من الصعب أن ينجح الإخوان في استعادة مكانتهم بالمشهد السياسي»، لافتا إلى أنه «إثر الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 والإطاحة بحكم الإخوان، حاول التنظيم العودة تحت يافطة جبهة الخلاص وحزب العمل والإنجاز، لكن لم يتمكنوا من النجاح».
وتابع: «الإخوان حاليا يعملون للعودة لكن من بوابة الخارج، وذلك من خلال الندوات (المؤتمرات) والملتقيات التي تنظم في خارج البلاد باسم الدفاع عن حقوق الإنسان وبحضور أبناء زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي وصهره رفيق عبد السلام».
وأشار إلى أن ما تقدم يستهدف «الضغط على نظام قيس سعيد من أجل الإفراج عن القيادات الإخوانية تحت مسمى المصالحة السياسية».
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز