رموز سابقة وسجناء وإخوان.. وجوه تتنافس مبكرا على كرسي قرطاج
قبل أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية الـ12 في تونس، احتدم السباق مبكرًا على المنصب الرفيع، بإعلان عدد من الشخصيات السياسية نيتها الترشح.
سباق يعد الثالث من نوعه منذ أحداث 2011 والـ12 في تاريخ تونس، من المرتقب تنظيمه في الخريف المقبل، ليتم بناء على نتائجه تنصيب رئيس الجمهورية الثامن في تاريخ البلد الأفريقي، لولاية مدتها 5 سنوات.
فمن أبرز الشخصيات التي أعلنت عزمها الترشح؟
عبرت مجموعة من الشخصيات عن نيتها الترشح إلى هذه الانتخابات من خارج المنظومة الحزبية، بينهم: وزير التجارة في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي المنذر الزنايدي.
وقال الزنايدي الذي يعد واحداً من أبرز رموز النظام السابق في تونس، ويبلغ من العمر 73 سنة، في بيان له: «نُعبّر عن استعدادنا للاحتكام إلى التونسيين ولا لغيرهم، والتوجه إليهم ببرامجنا ومقترحاتنا في المحطات السياسية والاستحقاقات الانتخابية القادمة والاحتفاظ بحقنا في اختيار التوقيت والشكل وطرق العمل المناسبة لذلك».
الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري في تونس لطفي المرايحي، أعلن -كذلك- عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في تونس، مشيرًا إلى أن «الوضع الذي تمر به البلاد يفرض عليه الترشح للانتخابات الرئاسية وتغيير الواقع».
بينما أعلنت ألفة الحامدي، رئيسة حزب الجمهورية الثالثة، ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة، كاشفة عن برنامجها الانتخابي، فضلا عن تشكيلة حكومية مقترحة تضم عددا من الوجوه السياسية المعروفة في البلاد.
بدوره، أكد الإعلامي التونسي نزار الشعري عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة، مشيرًا إلى أن «تونس اليوم بحاجة إلى جيل جديد من السياسة، قادر على فهم متطلبات الجيل الجديد، ويتعظ من أخطاء الجيل السابق، ويعترف بجميله»، على حد قوله.
رئيسة الحزب الدستوري الحر المعارض عبير موسي أعلنت -هي الأخرى- نيتها المشاركة في الانتخابات الرئاسية من محبسها الذي تقبع فيه منذ 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
لكن ما موقف الإخوان؟
رغم أن تنظيم الإخوان لم يحسم اسم مرشحه في هذه الانتخابات، فإن أمين عام حركة النهضة الإخوانية، العجمي الوريمي، قال إن الحركة ستكسر القطيعة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأوضح الوريمي، في تصريحات صحفية، أن الحركة الإخوانية «التي ليس لديها أي مرشح للانتخابات الرئاسية، ستدعم مرشحا توافقيا من داخل جبهة الخلاص» الإخوانية.
ورغم ذلك، فإن عصام الشابي السياسي الحليف للإخوان، والقابع في السجن منذ فبراير/شباط 2023، على ذمة قضية التآمر على أمن الدولة قد أعلن منذ أيام نيته الترشح لانتخابات الرئاسة.
فهل لدى تلك الوجوه قبول شعبي؟
المحلل السياسي التونسي عبدالرزاق الرايس، يقول في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن سباق الانتخابات الرئاسية انطلق، فيما بدأت الأسماء تعلن عزمها الترشح لهذا الاستحقاق.
وأوضح المحلل السياسي التونسي، في حديث لـ«العين الإخبارية»: لكن هذه الشخصيات التي تقدم نفسها لن تحظى بمقبولية من الشعب، الذي لن يرضى بعودة وجوه المنظومة القديمة، أو التابعة للإخوان، مضيفًا: «تلك الوجوه لم يعد لها مصداقية لدى الشعب التونسي بفضل ما قدموه في السابق».
وأشار إلى أن «الرئيس التونسي قيس سعيد سيكون لديه حظوظ وافرة للفوز بمدة رئاسية ثانية بفضل سياسته التي انطلقت بتطهير البلاد من الإخوان وانطلاقه في مسار المحاسبة وبدايته في حلحلة المشاكل الاقتصادية».
ومن المقرر أن تنتهي ولاية قيس سعيد، خلال الخريف المقبل، إلا أن الرئيس التونسي لم يعلن -حتى الآن- عزمه الترشح لولاية ثانية. وبحسب الدستور التونسي، فإن انتخاب رئيس البلاد يكون لمدة 5 سنوات، في اقتراع عام يجرى في الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الرئاسة.
وبحسب المحلل السياسي، فإن وجوهًا في المعارضة تستعد لخوض هذه المحطة الانتخابية، ما يدحض كل الادعاءات بأن الرئيس قيس سعيد يريد الانفراد بالحكم.
وسبق أن قال الرئيس التونسي قيس سعيد إنه سيحترم المواعيد الانتخابية، مضيفًا: «لا أشعر بأنني في منافسةِ أيٍّ كان، أشعر أنني أتحمل المسؤولية ولن أتخلى عن المسؤولية (..) يهمني وطني، ولست مستعدا لأن أسلّم وطني لمن لا وطنية لهم».