أزمة المهاجرين.. وزير خارجية تونس الأسبق يكشف لـ«العين الإخبارية» خفايا التوتر مع أوروبا
وزير الخارجية التونسي الأسبق، أحمد ونيس، يفتح ملف أزمة الهجرة مع أوروبا ويعرج على أبعاد زيارة مرتقبة لرئيسة الوزراء الإيطالية لتونس.
وفي مقابلة مع «العين الإخبارية»، قال ونيس إن «التحضيرات لقمة مجموعة الدول الصناعية السبع دفعت (رئيسة وزراء إيطاليا) جورجيا ميلوني لزيارة تونس اليوم الأربعاء، باعتبار أن بلادنا تشكل معبرا رئيسيا للهجرة غير النظامية نحو الاتحاد الأوروبي».
وأوضح أن إيطاليا تترأس هذه السنة قمة مجموعة الدول الصناعية السبع وتستعد لاستقبال رؤساء حكومات هذه الدول.
ومن المنتظر أن تصل ميلوني إلى تونس الأربعاء في زيارة ستكون الثالثة في غضون عام واحد، لمناقشة أوضاع المهاجرين غير النظاميين مع المسؤولين التونسيين، خاصة في ظل استمرار إبحار قوارب الهجرة السرية إلى إيطاليا انطلاقا من السواحل التونسية.
واعتبر ونيس أنه «برئاسة إيطاليا للقمة، سيتم وضع جدول أعمال واسع لا يقتصر فقط على الهجرة بل سيشمل قضايا مهمة أخرى خاصة المواجهات الحربية ودخول سنة ثالثة من الحرب الروسية الأوكرانية وأزمات الشرق الأوسط إضافة إلى قضايا التسلح النووي».
وتتولى إيطاليا حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى لعام 2024، فيما سبق أن أكدت ميلوني أن تنمية أفريقيا ستكون بندا أساسيا في المناقشات إضافة للتطرق إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي.
لا ضغوطات
بحسب ونيس، فإن القمة المرتقبة تدفع جورجيا ميلوني لزيارة تونس باعتبار أن هذا البلد يشكل معبرا رئيسيا للهجرة غير النظامية نحو الاتحاد الأوروبي.
وتابع أن قضية الهجرة غير النظامية تمثل جزءا من جدول أعمال قمة الدول السبع وهي قضية ثنائية بين تونس وإيطاليا خاصة أن الأخيرة قررت تخصيص هبة لمساعدة تدشين مؤسسات صناعية في تونس لتشغيل اليد العاملة المحلية للتصدي لأسباب الهجرة.
ويرى ونيس أن الاتحاد الأوروبي أوكل لإيطاليا مسؤولية تناول مسألة الهجرة غير النظامية باعتبارها جسرا بين أفريقيا وآسيا للعبور نحو الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن «لقاء الرئيس التونسي قيس سعيد مع ميلوني لن يكون الأول وإنما هو لقاء يتجدد لا لتناول قضية الهجرة غير النظامية بل سيتطرق لبرنامج كامل ومعمق وطويل المدى لمعالجة هذه الظاهرة أي أنه لا يتناول أزمة حينية فقط».
وبخصوص ما يتردد حول وجود ضغوطات أوروبية على تونس لجعلها مركزا ومستقرا للاجئين، أعرب ونيس عن اعتقاده بعدم وجود أي ضغوطات على تونس في هذا الموضوع، لافتا إلى أن «إيطاليا تدرك جيدا موقف تونس من هذه المسألة».
وأكد أن الرئيس التونسي قيس سعيد يقول بصفة دائمة إن القرار التونسي يكون سيدا لا يخضع لإملاءات وبرامج تصاغ وتترتب خارج تونس، مضيفا أن جورجيا ميلوني وافقت على ذلك وأدلت بتصريحات سابقة بهذا الخصوص.
وتابع: "في اعتقادي أن الحكومة التونسية في كل زمان تعي بأنه لا يمكن تحقيق برامج تعاون دولي إلا بالتعاون مع شركائها من دول الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد كمجموعة أو غيرهم من الشركاء".
وشدد على أن تصور تونس هو تصور سيادي، وشركاؤها يعلمون جيدا أسلوب العمل والتعامل معها وهم موافقون على هذا الأساس.
والإثنين، أكد قيس سعيد أن تونس «لن تكون معبرا أو مستقرا للمهاجرين غير النظاميين ولن تكون ضحية لمن دبروا لها حتى تكون مقرا لهؤلاء».
ولا تزال عمليات عبور المهاجرين عبر القوارب باتجاه أوروبا متواصلة من السواحل التونسية، بالتزامن مع استمرار تدفق المهاجرين من دول جنوب الصحراء على تونس.
وتحاول أوروبا الضغط على السلطات التونسية للحدّ من عمليات عبور المهاجرين انطلاقا من سواحلها، حيث اقترحت تقديم دعم مالي لتونس لمساعدتها على وقف قوارب المهاجرين.
لكن هذه الخطّة تواجه رفضا داخليا وتثير مخاوف من وجود مشروع لتوطين المهاجرين في تونس سواء ممن فشلوا في الوصول إلى أوروبا أو ممن ستقوم دول المنطقة بترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية أو إلى بلد آمن.
كا خلّفت الخطة قلقا من تحولها إلى دولة لجوء وإقامة، مقابل تغطية احتياجاتها المالية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTMuNzYg جزيرة ام اند امز