مهرجان "الجم" للموسيقى السيمفونية.. 11 عرضا "في حضرة التاريخ"
على المسرح الأثري بمدينة الجم من محافظة المهدية التونسية، يستقبل الجمهور الدورة الـ36 من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية.
وسيكون هذا المهرجان الذي تأسس سنة 1986، هو أولى التظاهرات الصيفية التي ستدشن هذا الموسم، وذلك انطلاقا من 5 يوليو/ تموز المقبل، ليتواصل إلى يوم 12 أغسطس/ آب المقبل تحت شعار "ليالي الجم".
فقصر الجم الأثري الذي يعود للعهد الروماني، والذي يقف شامخا بقلب المدينة تزينه الشموع ليلا في مشهد أسطوري مهيب من العصور الغابرة، يحتضن في دورته السادسة والثلاثين، 11 عرضا لفنانين وموسيقيين عالميين، وأهم الفرق العالمية.
هذا القصر يعد ثالث أكبر مسرح روماني في العالم بعد مسرح كولوسيوم روما المصنف من عجائب الدنيا السبع ومسرح كولوسيوم كابو، ويقع هذا الموقع في مدينة الجم الساحلية (200 كلم جنوب شرق العاصمة). وعند تصميمه كانت تتسع مدارجه لـ35 ألف متفرج.
وأعلن مدير مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية مبروك العيوني، خلال مؤتمر صحفي انتظم بالعاصمة الأربعاء، عن برنامج هذه الدورة الذي يتضمن 11 عرضا من ضمنها أربعة عروض من تونس وعرضان من إيطاليا وعرض من النمسا وآخر من تشيكيا التي تشارك للمرة الأولى منذ تأسيس المهرجان، وعرض من إسبانيا وعرض من فرنسا.
وستكون سهرة الافتتاح يوم 5 يوليو/ تموز بإمضاء الأوركسترا السيمفوني التونسي. ويلتقي جمهور الموسيقى الكلاسيكية يوم 12 يوليو/ تموز مع أكاديمية مسرح أوبرا تونس بقيادة المايسترو فادي بن عثمان.
ويكون الموعد يوم 15 يوليو/ تموز مع الموسيقى الكلاسيكية الإيطالية التي لم تغب عن المهرجان منذ تأسيسه، حيث سيتم تكريم الفنانين "ماريا كالاس" و"كاروزو".
وتتواصل عروض هذه الدورة مع العرض المشترك "ألحان الصداقة" لمعهد الموسيقى بالمنستير ومعهد "فويرون" الفرنسي، وذلك يوم 19 يوليو/ تموز.
ويقدم الأوركستر السيمفوني الأوروبي عرضا بعنوان "من كارمن إلى لالاند" يوم 22 يوليو/ تموز.
أما العرض التشيكي فيقام يوم 24 يوليو/ تموز، فيما يجدّد الجمهور الموعد مع الموسيقى الإيطالية يوم 27 يوليو/ تموز، أما سهرة 29 يوليو/ تموز فهي مشتركة بين أوركسترا "لارتي ديل موندو" والفرقة التونسية "فوندو"، وسيكون العرض مزيجا بين "نوبة الخضراء" للفنان التونسي الراحل خميس ترنان و"فيوجن باروك".وتحلّ أوركسترا أوبرا فيينا النمساوية لتحيي حفلا يوم 5 أغسطس/ آب.
أما حفل الختام فسيكون بعرض أوركسترا "باروك" من برشلونة الإسبانية.
وأعلن مدير الدورة مبروك العيوني عن إلغاء عرض أوركسترا القاهرة السيمفوني الذي كان مبرمجا ليوم 8 يوليو/ تموز لأسباب خارجة عن نطاق المهرجان، موضحا أن الفرقة المصرية اعتذرت كتابيا عن الحضور لأسباب مالية.
وأكد أن أوركسترا أوبرا فيينا النمساوية سيكون حاضرا خلال هذه الدورة للمرة الخامسة والعشرين في تاريخ المهرجان، وهي الأوركسترا الأكثر حضورا جماهيريا في كل دورة وتستقطب أعدادا غفيرة من جنسيات تونسية وأوروبية مختلفة.
وتشرف على هذا المهرجان، وزارة الثقافة التونسية وتساهم في تنظيمه وزارة السياحة والديوان للسياحة ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.
تاريخية قصر الجم
شيد قصر الجم القائد الروماني جورديان الثاني الذي قاد انتفاضة على إمبراطور روما في ذلك العصر وأقام قصرا خاصا به سعى من خلاله أن يكون متميزا ويفوق بعظمته وجماله قصر الكوليزي بروما.
وقام جورديان الثاني بتصميم قصر الجم بشكل تجاوز فيه كل الأخطاء الهندسية الموجودة في نظيره بروما على مستوى الشكل.
ويقع تحت حلبته رواقان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى للحلبة إضافة إلى فتحتين من جانبي الحلبة كانتا تستخدمان لرفع الوحوش من أسود ونمور والمصارعين من أسرى الحرب حيث كان المصارعون والوحوش يأسرون في غرف تحت الحلبة ليتم إطلاقهم في الأعياد والمناسبات الضخمة التي تشهد إقبالا جماهريا ضخما من الشعب والنبلاء الذين يجلسون في المدارج لمشاهدة مصارعات الوحوش ومعارك المصارعين من أسرى الحروب وسباقات العربات.
وقد شهد هذا المعلم الضخم عدة معارك منها أنه أثناء الفتح الإسلامي لأفريقية أوائل القرن الثامن الميلادي احتمت به الملكة البربرية "ضميا" الملقبة بالكاهنة مع جيشها لمدة 4 سنوات إثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام القائد حسان ابن النعمان.
وفي سنة 1695 تم هدم الجانب الغربي للقصر بأمر من باي تونس بعد أن اتخذ السكان هذا المعلم حصنا لهم في ثورتهم ضد حكم الباي آنذاك.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA== جزيرة ام اند امز