«كيما اليوم».. ليلى طوبال تستعيد البراءة المفقودة على خشبة «الحمامات» (خاص)

تواصل الدورة التاسعة والخمسون من مهرجان الحمامات الدولي في تونس فعالياتها بعرض مسرحي حمل عنوان «كيما (مثل) اليوم»، من توقيع المخرجة التونسية ليلى طوبال.
يأتي ذلك في إطار برنامج متنوع يقدمه المهرجان الذي انطلق في 11 يوليو/تموز الجاري ويستمر حتى 13 أغسطس/آب المقبل، بمشاركة 14 دولة عربية وغربية، و36 عرضاً فنياً موزعة على 33 سهرة، بينها 18 عرضاً تونسياً.
المسرحية انطلقت من واقعة اختفاء غامض للطفلة «دنيا» عقب احتفالها بعيد ميلادها، ليأخذ هذا الاختفاء بعدها الرمزي كمجاز عن البراءة الضائعة والإنسانية المفقودة وسط صراعات العالم المادي.
وتحولت رحلة البحث عنها إلى مواجهة introspective لكل الشخصيات مع ذواتهم، حيث كشفت المتاهة التي جابوها عن مخاوفهم وهواجسهم وأنانيتهم وكذبهم ونفاقهم.
العمل الذي جمع النص والإخراج والسينوغرافيا في توقيع ليلى طوبال، قدم تجربة مسرحية وجودية تدعو إلى مساءلة الذات في مرآة الواقع، وتبعث برسالة أمل في استعادة الإنسانية.
ودام العرض ساعة ونصف الساعة، وشارك في أدائه الطفلة مايا سعيدان وأصالة نجار ودينا وسلاتي وفاتن شرودي وخديجة محجوب وأمان الله توكابري وأسامة شيخاوي.
وفي تصريح خاص لـ«العين الإخبارية»، وصفت طوبال «كيما اليوم» بأنها دعوة للتفكير وصرخة في وجه الظلم، مؤكدة أن كتابتها للنص جاءت في لحظة توازي بين ألم شخصي ومعاناة شعوب تعيش مآسي إنسانية، على غرار الشعب الفلسطيني.
وقالت: «هناك دوماً حدث يستفزني للكتابة، المسرح بالنسبة لي فعل حياة ومجال مقاومة، لا يزال قادراً على منح الناس أملاً ومساحة للصدق».
كما عبرت طوبال عن خصوصية العرض بالنسبة لها قائلة: «كأنني أصعد للمرة الأولى على ركح الحمامات، إنها ولادة جديدة».
ويُعد مهرجان الحمامات ثاني أقدم مهرجان فني في تونس بعد قرطاج الدولي، وتحفل دورته الحالية ببرنامج فني غني يضم أسماء بارزة من الساحة الموسيقية مثل وائل جسار، صابر الرباعي، لطفي بوشناق، الشاب مامي، بلطي، وناس الغيوان، فضلاً عن حضور عالمي مثل يوري بوينافينتورا من كولومبيا، فرقة «لاس ميغاس» الإسبانية، وروبن بينيت من الولايات المتحدة وفرنسا.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA= جزيرة ام اند امز