في شكل تجسيم لكلمة "اقرأ".. تونس نحو إنجاز المركز العالمي لفنون الخط

أذن الرئيس التونسي قيس سعيد، بإنجاز مشروع المركز العالمي لفنون الخط، بجانب مدينة الثقافة بتونس العاصمة، في شكل تجسيم لكلمة "اقرأ".
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس التونسي، الأربعاء، حياة قطاط، وزيرة الشؤون الثقافية، بقصر قرطاج.
وأكد سعيد أن هذا المركز هو الوحيد في العالم الذي يهتم بالخط في مختلف اللغات، خاصة أن جهات عديدة أبدت استعدادها للمساهمة في تنفيذ هذا المشروع الرائد.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن هذا المركز سيمكن من المساهمة في النهوض بالبحث والتجارب وإنجاز الدراسات، وجمع البيانات والتوثيق في مجال الخط العربي على وجه الخصوص، وسائر الخطوط الأخرى عموما، إلى جانب إقامة المعارض وتنظيم الملتقيات والندوات، وسيشتمل المركز على قاعات للمؤتمرات وفضاءات للتكوين والورشات، إضافة إلى متحف للخط العربي والخطوط الأخرى.
وأوصى سعيد بالإسراع في إنجاز هذا المركز لأنه سيعيد للخط العربي إشعاعه كفنّ وكجزء من الحضارة العربية الإسلامية، مشيرا إلى أن المركز سيساهم أيضا في السياحة الثقافية وفي الحفاظ على موروث تونس الثقافي الوطني، إلى جانب أنه سيكون قبلة لكل من يهتم بالثقافات الأخرى.
وتطرق اللقاء إلى مشروع إنشاء نوادي للخط العربي في المدارس والمعاهد، بالتعاون مع وزارة التربية، حتى لا يبقى الخط العربي فنا يقتصر على عدد محدود من الخطاطين، وحتى ينتشر الاهتمام بالخط لدى الناشئة، خاصة في ظل انتشار الآلات الحديثة للكتابة، فالآلة لا يمكن إطلاقا أن تعوض الإنسان.
على صعيد آخر، ركز قيس سعيد على الاهتمام بدور الثقافة، التي تم إهمالها وصار بعضها متداعيا للسقوط أو بالحد الأدنى في حاجة إلى الإصلاح والترميم، كداري الثقافة ابن خلدون وابن رشيق بالعاصمة، وغيرها في عدد من المدن التونسية.
كما شدد الرئيس التونسي على المهرجانات وعلى دورها في النهوض بالثقافة، مذكرا في هذا الإطار بالمجهودات التي بذلت في السنوات الستين، وكان لها الدور الكبير في النهوض بالفكر وبالذوق السليم، فبدون ثقافة وطنية تستلهم من تاريخها وتتفاعل مع الثقافات الأخرى تفقد الشعوب ذاتها، أو على العكس تنغلق على ذاتها، فلا تؤثر في سائر الحضارات الأخرى.
وتطرق اللقاء إلى المخزون الكبير للمكتبات، وخاصة المكتبة الوطنية وما تحتويه من تراث، خاصة في مجال المخطوطات وضرورة المحافظة عليها.
وأكد سعيد أن الشؤون الثقافية من قطاعات السيادة شأنها في ذلك شأن كل القطاعات الأخرى، فلا مستقبل لشعب دون ثقافة، ولا مستقبل للثقافة إن تم تحويلها إلى مجرد بضاعة يحكمها المال فتقفد دورها النبيل في النهوض بالفكر وبالفنون على اختلاف أنواعها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTM4IA== جزيرة ام اند امز