الجراد يكتسح تونس.. ومخاوف من تفاقم الوضع (خاص)

تزداد المخاوف في تونس من انتشار أسراب من الجراد الصحراوي بعدد من محافظات جنوب البلاد خاصة خلال شهر أبريل/نيسان.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، من حدوث التكاثر الربيعي في جنوب تونس ووسط الجزائر وغرب ليبيا إذ ستولد مجموعات صغيرة من الجراد مع بداية أبريل/نيسان المقبل.
وأكدت وزارة الزراعة التونسية في بيان لها الأحد أن عمليات التقصي والرصد والتدّخل تتواصل ضد مجموعات الجراد الصحراوي بالجنوب التونسي (تطاوين، مدنين، قبلي، توزر وقابس) إلى حدود اليوم الاحد ، وقد بلغت المساحة الآجمالية التي تمّت مداواتها 930 هكتارا.
وأكدت الوزارة في بيانها أن العمليات توزعت بين مداواة أرضية على مساحة 635 هكتارا منها 30 هكتارا باستعمال مبيد بيولوجي شملت المناطق الحساسة ايكولوجيا (محمّية سيدي توي بولاية مدنين) ومداواة جوية باستعمال المروحية التابعة للشركة الوطنية لحماية النباتات وذلك على مساحة 295 هكتار بولاية تطاوين.
وأشارت الوزارة إلى أن فرق المداواة الميدانية التابعة للوزارة عاضدت أعمال فرق متعدّدة الاختصاصات متكوّنة من مختلف الهياكل الجهوية والمحليّة مضيفا أن فرق الاستكشاف والمتابعة الميدانية ستتابع بنسق حثيث تحركات هذه الآفة العابرة للحدود للقيام بالتدخّل في الوقت المناسب للحدّ من تكاثره وانتشاره.
وحذّر رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، معز بن زغدان، من خطورة انتشار الجراد في تونس، موضحا "هناك مخاوف حقيقية من انتقال الأسراب إلى الأراضي التونسية خلال الأسابيع القادمة".
وأكد في تصريح لـ«العين الإخبارية»: "نحن كاتحاد للفلاحة ننتظر الأسوأ، لأن هذه الآفة منتشرة بشكل كبير في جنوب ليبيا وأيضًا في الجزائر".
وأفاد بأن المحاصيل الزراعية قد تتعرض لخسائر فادحة إذا لم يتم اتخاذ تدابير استباقية عاجلة.
وأوضح أن أسراب الجراد بدأت في الظهور على الحدود التونسية في شهر فبراير الماضي، قادمة من ليبيا وقد تم تنفيذ عمليات مداواة في بعض المناطق.
وشدد في السياق ذاته على أن" الوضع لا يزال مقلقاً، خصوصاً مع الرياح الجنوبية القوية التي قد تدفع بالجراد نحو الداخل التونسي".
وحذّر من أن الجراد يمكن أن يدمر المحاصيل الزراعية، خاصة في فترة أبريل ومايو ويونيو، التي تشهد ذروة الإنتاج الزراعي، مما قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة وانعكاسات مباشرة على الأمن الغذائي في تونس.
وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يُعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات التي تهدد الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي عالميًا، إذ يمكن لسرب واحد يمتد على كيلومتر مربع أن يضم ما يصل إلى 80 مليون جرادة، قادرة على استهلاك كمية من الغذاء يوميًا تعادل ما يستهلكه 35 ألف شخص.
وبينما تواصل تونس جهودها الحثيثة للسيطرة على انتشار الجراد، يبقى التنسيق الإقليمي والدولي أمرًا حاسمًا في الحد من هذه الظاهرة التي تهدد المحاصيل الزراعية في المنطقة.