"الششتري" يفتتح عروض "رمضان في المدينة" بتونس (صور)
أحيا "بيت المالوف" بالقطب الموسيقي والأوبرا في "مدينة الثقافة" في تونس، السبت، سهرة الافتتاح لتظاهرة "رمضان في المدينة"، بعمل موسيقي تحت عنوان "الششتري".
"عرض الششتري" بقيادة المايسترو مكرم الأنصاري ومشاركة الفنانين التونسيين درصاف الحمداني وهيفاء اليحياوي ومحمد علي شبيل، أحيي بقاعة الأوبرا في مدينة الثقافة.
هذا الحفل يأتي ضمن فعاليات الدورة الثانية لتظاهرة "رمضان في المدينة"، التي ينظّمها مسرح أوبرا تونس تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية التونسية.
وتتواصل تظاهرة "رمضان في المدينة" إلى العشرين من أبريل/نيسان المقبل، بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس.
27 ليلة من السحر والفن والجمال والأصالة في سمر رمضاني متنوّع، يجمع بين الموسيقى، الغناء، العروض الفلكلورية والمسرحية، وأيضاً السينمائية، بل وحتى النوستالجيا التلفزيونية في أكثر من فضاء بمدينة الثقافة الحاضنة للفعاليات.
حضر حفل افتتاح هذه التظاهرة وزيرا السياحة معز بلحسين، والخارجية نبيل عمار.
وبحضور عشّاق الفن التونسي والمالوف انطلق عرض "الششتري"، وعلى مدار أكثر من ساعة ونصف الساعة، سافر الأنصاري صحبة فرقة "بيت المالوف" بالجمهور في رحلة إلى ربوع الموسيقى التقليدية التونسية.
وفي العمل، التقى التناغم اللحني والإيقاعي المنحوت بروح الطبوع التونسية، مع التعبيرات الموسيقية المتنوّعة المقتبسة من مالوف الجد (يسمّى "مالوف الجِدْ" عندما يُنْشد بأبيات تمدح الرّسول في حلقات صوفيّة) والهزل (النمط الغنائي الأندلسي).
ومثّل العرض مراوحة بين موسيقى الطرق الصوفية والمالوف والأغاني التراثية التونسية.
كما تراوح الأداء بين الفردي والجماعي ليستمتع الجمهور بوصلات غنائية ذات نفس صوفي على غرار "يا مرسل سحر الجفون" و"مولاي عبدك ما يرضى جاشي" و"لولاك ما خلقت الأكوان".
ويمثل فن المالوف أو الموشحات الأندلسية في تونس على مدار أزمنة طويلة رمزية فنية وثقافية، ويتربع على عرش المشهد الثقافي التونسي.
ويعد المالوف قالبًا غنائيًا بسيطًا يرجع إلى ما ألفه الناس (أصل التسمية) من مشاعر وأحاسيس عبروا بها تجاه محبتهم شيء ما.
وقال مكرم الأنصاري، مدير "بيت المالوف" في تونس وقائد الفرقة الموسيقية، إن تسمية العرض "الششتري" تأتي نسبة إلى الشاعر أبو الحسن الششتري الأندلسي، الذي كتب العديد من الموشحات والقصائد والتي تغنّت بها الطرق الصوفية.
وأكد أنّ مصطلح "الششتري" متداول بالبلاد التونسية وهو نسبة إلى آلة الإيقاع "الطار" التونسي، وهي آلة حاضرة في بعض نوبات الطرق الصوفية وفي الجوق التقليدي التونسي.
وأشار إلى أن اختيار هذه التسمية له علاقة أيضًا بمحتوى العرض الذي يجمع بين "مالوف الجد" الذي أصوله الزوايا وهو المدرسة الأولى للموسيقى التونسية، و"مالوف الهزل"، وهو منفتح أكثر في مستوى كلماته وأنغامه الشعرية.
وأكد أن المالوف الشَّشْتَرِي هو الّذي يصاحب إنشاده بآلات إيقاعية والمتمثلة أساساً في آلة "الطار" وآلة "النّغّارات" و"الدربوكة" وأحياناً آلة "الطبل".
والحسن الششتري (610 هـ - 668 هـ) شاعر زجال من الأندلس كان عالماً متصوفاً من أهل الزهد. ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوب الأندلس ودرس علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول.
ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء، وبرع في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب.
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA= جزيرة ام اند امز