"لقاء رمضاني" وشيك لوزيري خارجية السعودية وإيران.. ضبط مسار العلاقات
مسار جديد للعلاقات بين السعودية وإيران منذ اتفاق الجانبين على استئناف العلاقات الدبلوماسية تمثل في الاتفاق على لقاء رمضاني وشيك بين وزيري خارجية البلدين.
وفي 10 مارس/آذار الجاري، أعادت وساطة صينية المياه لمجاريها بين طهران والرياض بعد توقفها منذ مطلع يناير/كانون الثاني 2016 على خلفية الاعتداء على البعثات الدبلوماسية للسعودية في إيران.
واتفق البلدان في بكين على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح السفارتين في غضون شهرين.
لقاء رمضاني وشيك
ووفق وكالة الأنباء السعودية فإن "الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، تلقى، الأحد، اتصالاً هاتفياً، من وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان".
وجرى خلال الاتصال "مناقشة عددٍ من الموضوعات المشتركة في ضوء الاتفاق الثلاثي الذي تم التوقيع عليه في جمهورية الصين الشعبية، كما اتفق الوزيران على عقد لقاء ثنائي بينهما خلال شهر رمضان الحالي".
بدورها، قالت الخارجية الإيرانية، في وقت متأخر من مساء الأحد، إن عبداللهيان بحث هاتفيا مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان الجلسة المشتركة والمرتقبة بينهما خلال شهر رمضان.
ووفق بيان الخارجية الإيرانية فإن "الوزيرين شددا خلال المحادثة الهاتفية على أهمية مواصلة المسار البناء للعلاقات بين البلدين".
ويعد ذلك ثاني اتصال بين وزيري خارجية إيران والسعودية خلال أقل من أسبوع واحد، ففي الخميس الماضي، اتفق عبد اللهيان وبن فرحان خلال اتصال هاتفي على عقد لقاء ثنائي بينهما "قريباً لتمهيد الأرضية لإعادة فتح السفارات والقنصليات بين البلدين".
وكشف موقع وكالة أنباء "تابناك" المقربة من التيار الأصولي في إيران، أن الاستعدادات لعقد اللقاء بين وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي قد بدأت منذ أيام، مرجحاً أن يعقد هذا اللقاء قبل نهاية شهر رمضان.
آخر لقاء
وكان آخر لقاء بين وزيري خارجية البلدين على هامش مؤتمر بغداد الثاني بالأردن، في 21 من ديسمبر/كانون الأول 2022، وحينها كشف عبداللهيان أن وزير الخارجية السعودي أكد له استعداد الرياض لمواصلة الحوار مع طهران.
ووصف حسين أمير عبداللهيان المحادثة مع نظيره السعودي بـ"الودية" على حسابه على تويتر، ولم ترد بعدها وزارة الخارجية السعودية على هذا الخبر.
طائرة سعودية بمطار مهر آباد
وفي سياق متصل، أفاد موقع "الأخبار العاجلة" الإيراني، الإثنين، إن طائرة سعودية من طراز بوينغ 787 حطت في مطار مهر آباد وسط طهران في وقت متأخر من مساء الأحد.
ولم يفصح الموقع الإيراني الذي نقل عن مصادر قال إنها مطلعة في مطار مهر آباد الدولي، كما لم يوضح ما إذا كان على متن هذه الطائرة مسؤولون سعوديون.
ولم يصدر أي موقف رسمي من الجانب الإيراني أو السعودي بشأن هبوط هذه الطائرة في طهران والمهمة التي تقوم بها.
انعكاسات قوية على اقتصاد إيران
وناقش موقع "التجارة نيوز" الإيراني، الآثار الاقتصادية للوضع في طهران بعد استئناف العلاقات مع السعودية، قائلا: "سيزداد النمو الاقتصادي الإيراني بشكل كبير في المنطقة خلال السنوات القادمة".
وبحسب الموقع "سيكون للعلاقات الإيرانية السعودية ومصالحها بلا شك تأثير مباشر على النمو الاقتصادي الإيراني في المنطقة".
وقال وحيد شقاقي شهري، الخبير الاقتصادي الإيراني، إن متوسط نمو الاقتصاد الإيراني في الخمسين سنة الماضية كان 4٪، لكن إذا أردنا أن يكون لنا رأي في المنطقة، فنحن بحاجة إلى نمو اقتصادي بنحو 12٪ لمدة 10 سنوات، بحيث يصل الاقتصاد الإيراني إلى أكثر من 4 تريليونات دولار وهذا شرط أن يكون لإيران رأي في المنطقة، وإلا فإن اقتصاد تركيا والسعودية سيزيدان بعدهما عن إيران بهذا الزخم وستزول إيران تقريبًا عن المنطقة.
وفيما يتعلق بتطور علاقات إيران مع السعودية أو مع الدول العربية الأخرى، قال وحيد شقاقي شهري: "من الطبيعي أن تحسين العلاقات الإقليمية يمكن أن يساعد في سلام المنطقة والتبادلات الإقليمية بما أن المسافة بين الدول قريبة، فإنها تقلل من تكلفة التبادل التجاري، وهو مثال على التبادل التجاري بين إيران والعراق".
وأضاف: "طبعا شهدنا أن هذه العلاقات الإقليمية مع السعودية قللت التوقعات التضخمية إلى حد ما، ومع خطوة استئناف العلاقات وتطور العلاقات مع السعودية رأينا أن سعر الدولار في السوق الحرة انخفض بشكل كبير".
والأسبوع الماضي، قال وزير المالية السعودي إنه بعد الاتفاق بين طهران والرياض يمكن للمملكة العربية السعودية أن تبدأ الاستثمار في إيران "قريبا جدا".
وقال محمد الجدعان إن هناك فرصا كثيرة للاستثمار السعودي في إيران، طالما أن شروط الاتفاق مستوفاة، فلا توجد أي عقبة في ذلك.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز