صناعة الفوسفات في تونس.. القطاع الخاص ينهي احتكار الحكومة
بعد أن كانت الحكومة التونسية تحتكر إنتاج الفوسفات عبر شركة "فسفات قفصة"،دخل القطاع الخاص في البلاد لأول مرة في عملية الإنتاج من خلال استغلال مناجم "الكاف".
وأعلنت الشركة التونسية لمعالجة المعادن (خاصة)، مؤخرا، عن السماح لها بإنتاج الفوسفات بطاقة تقدر بنحو 250 ألف طن سنويا في محافظة الكاف.
وتراهن السلطات التونسية على قطاع الفوسفات لإنقاذ اقتصادها المأزوم، وتستهدف البلاد رفع إنتاج من الفوسفات خلال السنة الجارية إلى نحو 5 ملايين طن مقابل 3.2 مليون طن في 2023.
وكانت تونس أحد أكبر المنتجين في العالم للفوسفات الذي يُستخدم لتصنيع المخصبات الزراعية (الأسمدة)، وتصدر لقرابة 20 سوقا، ما جعلها تحتل في بعض الفترات المركز الثاني عالمياً، لكن حصتها في السوق هبطت بعد 2011.
وكان مستوى الإنتاج كبيراً ما قبل فترة 2011، وحتى عام 2010 بلغ الإنتاج 8.2 مليون طن، وهو رقم كبير مقارنة بما يُنتج الآن، فبحسب المعلومات الصادرة في عام 2022 لا يتجاوز الإنتاج 4 ملايين طن في العام.
وفي مايو/أيار 2022، استأنفت تونس تصدير الفوسفات لأول مرة منذ 11 عاما، إلى البرازيل وتركيا وباكستان وإندونيسيا وفرنسا.
مشروع "الكاف"
وقال توفيق المنصوري مدير عام الشركة التونسية لمعالجة المعادن، إن هذه الوحدة الصناعية تمثل أول مشروع خاص ينجزه أحد المستثمرين التونسيين في مجال الفوسفات وفي قطاع المناجم بصفة عامة.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن الانتاج الفعلي سينطلق خلال الفترة المقبلة موضحا أن الشركة التزمت بتزويد أحد العملاء الأجانب بشحنتين من الفوسفات التجاري تقدر كل واحدة منها بـ4 آلاف طنّ وذلك قبل نهاية السنة الجارية.
وأشار إلى أن تقديرات إنتاج الشركة سنويا تناهز 250 ألف طنّ من الفوسفات التجاري موضحا أن قيمة الاستثمارات الإجمالية للمشروع تقدر بنحو 8.3 مليون دولار.
وأوضح أن الفوسفات المعالج سيتم استخراجه من مناجم "بئر العفو" الذي تقدر احتياطياته بنحو 20 مليون طن من المواد الخام، موضحا أنه لم يتم استغلال هذا المنجم منذ حقبة الاستعمار الفرنسي لتونس (1881-1956).
من جهة أخرى، قال أستاذ الاقتصاد التونسي رابح البوراوي، إن مناجم الفوسفات في محافظة الكاف تعد من أكبر الاحتياطيات الاستراتيجية للبلاد في القطاع المعدني.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن شركة فوسفات قفصة توصلت نهاية السبعينيات من القرن الماضي إلى اكتشاف كميات هائلة من الفوسفات في منجم صراورتان بالكاف.
ويخضع استغلال الفوسفات التونسي لاحتكار الدولة التي عهدت به إلى شركة فوسفات قفصة، وهي مؤسسة عمومية أنشئت منذ الاحتلال الفرنسي سنة 1897 وتشغل 6837 عاملاً بحسب إحصائيات يونيو/حزيران 2015.
وأكد الخبير الاقتصادي أن مشروع منجم الكاف يعتبر البوابة الجديدة التي عملت الحكومة الدخول عبرها إلى مصاف كبار المنتجين من أجل الترفيع في طاقة التصدير للخارج.
وأفاد بأن الدراسات المنجزة أثبتت أن احتياطي "شركة فوسفات قفصة" لا يتعدى سدس احتياطي مناجم الفوسفات بالكاف ما دفع الحكومة إلى التفكير جدياً في الاستثمار فيه والتموقع مجدداً على الخريطة العالمية.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز