«الذهب الأخضر» يزدهر في تونس.. موسم فستق قياسي وتوقعات متفائلة لعام 2025

تشهد محافظة القصرين التونسية موسما استثنائيا في إنتاج الفستق، الذي يطلق عليه الأهالي "الذهب الأخضر" نظرا لقيمته الاقتصادية والاجتماعية العالية.
مع بداية موسم 2025، تلوح مؤشرات واعدة بمحصول قياسي، يعود الفضل فيه إلى غزارة الأمطار التي عرفتها المنطقة هذا العام، رغم التحديات التي طرحتها ظاهرة "التيبس"، والتي تسببت في تلف عدد من الأشجار.
وأكد عمر السعداوي، المسؤول عن دائرة الإنتاج النباتي بالإدارة الجهوية للتنمية الزراعية بالقصرين، أن تقديرات إنتاج الفستق للموسم الحالي بلغت 1650 طنا، وهي أرقام غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الكمية تمثل رقمًا قياسيًا لم يتم تسجيله من قبل.
وأوضح السعداوي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن هذا الارتفاع الملحوظ في الإنتاج جاء نتيجة توافر ظروف مناخية ملائمة، بالإضافة إلى اعتماد تقنيات حديثة في الري والتسميد والمعالجة، إلى جانب التوسع المستمر في الغراسات، لما يتميز به الفستق من قدرة على التأقلم مع الجفاف والتغيرات المناخية.
وأشار إلى أن المساحات المخصصة لزراعة الفستق في القصرين تبلغ حوالي 8200 هكتار، وتتركز معظمها في جنوب المحافظة، وتحديدًا في منطقة ماجل بلعباس، التي تُعدّ القلب النابض لإنتاج الفستق، إذ تحتضن أكثر من نصف المساحات المزروعة بهذا المحصول.
ومن المنتظر أن ينطلق موسم جني الفستق بولاية القصرين مع بداية شهر أغسطس/آب، فيما سيتم تنظيم مهرجان اقتصادي للفستق بمدينة ماجل بلعباس، إلى جانب معرض متخصص في هذا المجال، وذلك خلال الفترة الممتدة من منتصف شهر أغسطس/آب إلى غاية 5 سبتمبر/أيلول المقبل.
تُعتبر ماجل بلعباس المنطقة الأولى على المستوى الوطني في إنتاج الفستق، إذ تحتضن ما يقرب من نصف المساحات المزروعة من أصل 8 آلاف هكتار في محافظة القصرين، ما يجعلها مركزًا استراتيجيًا لهذا المحصول الحيوي.
ويتميّز الفستق المحلي بلونه البنفسجي الفريد وطعمه الغني، ما يضفي عليه تميزًا عن الفستق الأخضر التقليدي. ويباع بأسعار تراعي القدرة الشرائية للمستهلك التونسي، إذ يُتوقع أن يتراوح سعر الفستق الأخضر هذا الموسم بين 16 دينارًا (نحو 5 دولارات)، بينما يصل سعر الفستق الجاف إلى ما بين 25 و30 دينارًا (حوالي 10 دولارات).
ويُعدّ الفستق أحد المكونات الأساسية في الحلويات التونسية التقليدية، حيث يُستخدم في تحضير أنواع متنوعة من المعجنات والحلويات مثل البقلاوة والكعك والمفروكة، ما يعزز من قيمته الغذائية والثقافية على حد سواء.
من جانبه، أفاد يوسف منصوري، رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالقصرين، لـ"العين الإخبارية"، بأن ماجل بلعباس تُعد مدينة فلاحية بامتياز، وتحتل المرتبة الأولى وطنيًا في إنتاج الفستق.
وأشار إلى أن محصول الموسم الماضي قُدّر بـ800 طن، في حين يُتوقع أن يتجاوز هذا الموسم 1600 طن، وهو ما يُعد صابة قياسية، ساهمت فيها الأمطار بشكل كبير، على الرغم من ظاهرة التيبس التي أتلفت عددًا من الأشجار، إلى جانب ظهور عدة آفات زراعية.
وأوضح منصوري أن منطقة ماجل بلعباس تم اختيارها ضمن خمس مناطق نموذجية بيولوجية، في إطار شراكة مع الجانب الإيطالي، حيث من المنتظر الشروع في المرحلة الثانية من هذا البرنامج في القريب العاجل.
وختم حديثه بالتأكيد على أن الموسم الماضي شهد ارتفاعًا في أسعار الفستق نتيجة ضعف الإنتاج وارتفاع كلفة الإنتاج، في حين يعكس موسم 2025 عودة قوية لهذا المحصول الاستراتيجي، الذي يُعدّ مصدر رزق رئيسي لآلاف العائلات التونسية في محافظة القصرين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز