خروف 2023 أغلى بنسبة 40%.. أسعار الأضاحي تحبط التونسيين قبل العيد
يأسر الخروف أو "العلوش" كما يسمى باللهجة المحلية، اهتمام التونسيين هذه الفترة قبل أيام معدودات من عيد الأضحى، وسط ارتفاع كبير في أسعاره مقارنة بالسنة الماضية.
ويقدر استهلاك التونسيين بقرابة 950 ألف خروف سنويا.
"الرحبة" كما تسمى في تونس، والتي تعني سوق بيع الأضاحي تشهد هذه الأيام إقبالا لاختيار الخروف الأنسب من حيث السعر ومن حيث الحجم للأضحية.
لكن في تونس مهما ارتفعت الأسعار، لا يستطيع المواطن التونسي أن يتجاهل هذه المناسبة لإسعاد عائلته، فيما تسعى عائلات تونسية إلى شراء لحوم جاهزة لتوفير المصاريف.
ويحرص التونسيون على اقتناء الخراف وذبحها في منازلهم حفاظا على الشعيرة الإسلامية وتماهيا مع التقاليد الاجتماعية، رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة.
وأكد ممثل الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري (أكبر منظمة تجمع المزارعين في تونس) يحيا مسعود في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، أنه تم تسجيل ارتفاع كبير في أسعار بيع الأضاحي هذه السنة بالمقارنة بأسعار السنة الماضية، مقابل نقص في الإنتاج، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف.
الخروف أغلى 40%
وأشار إلى أن الأسعار ارتفعت بحوالي 200 إلى 400 دينار للخروف الواحد، إذ إن أسعار الأضاحي كانت تتراوح العام الماضي بين 500 و900 دينار، في حين أنها تتراوح هذه السنة بين 700 و1100 دينار.
وأكد يحيى مسعود ارتفاع أسعار الأضاحي يعود إلى الارتفاع الكبير في كلفة الإنتاج، وغياب الرقابة على مستوى مسالك التوزيع، مشيرا إلى أن الأعلاف غير متوفرة وإذا ما توفرت فإن أسعارها تكون أغلى.
ويقدر مسعود، الفائض الإنتاجي للعام الماضي بـ450 ألف رأس غنم موضحا أن استهلاك التونسيين يتراوح بين 950 ألفا ومليون خروف سنويا، ما يزيد في سعر الخروف.
لكنه يأمل في أن يغطي المعروض في السوق احتياجات هذه المناسبة الدينية، مرجحا تراجع الطلب هذا الموسم.
نقص الأعلاف
وتسبب نقص الأمطار هذا العام في ارتفاع قياسي في سعر الأعلاف المتأتية من الحبوب، التي يعتمد عليها المربون بنسبة لا تقل عن 50 % في تغذية المواشي والأبقار.
وتعاني تونس منذ سنوات من أزمة في الأعلاف ومشكلة توزيعها إضافة إلى ارتفاع كلفتها وتفشي الاحتكار وظهور سوق سوداء لتجارتها قبل أن تتصاعد الأزمة والغلاء هذا العام بسبب الجفاف.
بيع من المنتج إلى المستهلك
من جهة أخرى، قال الرئيس المدير العام لشركة اللحوم (حكومية) طارق بن جازية، إن شركة اللحوم بالعاصمة انطلقت في بيع أضاحي العيد لهذه السنة في نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك، بداية من السبت الماضي إلى غاية صباح يوم عيد الأضحى.
وتكون نقاط بيع من المنتج إلى المستهلك منظمة وأسعارها أرخص من الأسعار الموجودة في أسواق المواشي العادية، لأنها تباع دون وسيط.
وأكد في تصريحات لـ "العين الإخبارية" أنه سيتم ترويج قرابة 4 آلاف أضحية، تخضع إلى المراقبة البيطرية المستمرة.
وأوضح بن جازية أن الأضحية ستتراوح بين 600 و1000 دينار (320 دولارا) وبأوزان ستتراوح بين 35 و55 كيلوغراما، على خلفية اعتماد سعر بيع بقيمة 18.500 دينار للكيلوغرام حي (نحو 6 دولارات).
وفسر المتحدث الارتفاع المسجل في السعر مقارنة بالسنوات الماضية، والذي تجاوز20%، بأنه يعود إلى عدة أسباب، أهمها ارتفاع كلفة الأعلاف وندرتها وتراجع القطيع بنسبة 27% مقارنة بالسنة الماضية.
وأضاف أنه من بين الأسباب الأخرى، الإقبال المفرط على ذبح الإناث مما أثر بصفة ملحوظة على عدد الأضاحي بشكل ملحوظ.