تونس ترمم تركة الإخوان.. مذكرة سجن بحق صهر بن علي
قرارات قضائية تحاول تونس عبرها ترميم سنوات حكم الإخوان المثقلة بالتجاوزات والانتهاكات والمحاصصة في جميع الملفات.
واليوم الخميس، أعلن القضاء التونسي إصدار مذكرة إيداع بالسجن بحق مروان المبروك، وهو رجل أعمال معروف وصهر الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وفي تصريح لـ«العين الإخبارية»، قال المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس محمد زيتونة إن قاضي التحقيق بـ«القطب القضائي الاقتصادي والمالي» (محكمة مختصة) أصدر اليوم مذكرة إيداع بالسجن بحق مروان المبروك.
وأوضج زيتونة أن القرار بالسجن يأتي لتهم تتعلق بجرائم "تشكيل وفاق (مجموعة) قصد الاعتداء على الأملاك وغسل الأموال ومشاركة موظف عمومي (حكومي) قصد استخلاص فائدة لخاصّة نفسه والإضرار بالإدارة". ولفت إلى أن الأبحاث ما زالت متواصلة في هذه القضية.
وفي السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أوقفت قوات الأمن التونسي المبروك، بناء على شكوى تقدم بها ضده المكلف العام بنزاعات الدولة، وتتعلق بشركة تمت مصادرة أجزاء من رأسمالها في سنة 2011.
وفي 31 أغسطس/آب الماضي، أصدرت النيابة العامة بـ«القطب القضائي الاقتصادي والمالي» قرارا يقضي بمنع السفر للمبروك وعدد من أفراد عائلته، للاشتباه بوجود سوء تصرّف في الممتلكات المصادرة.
وبعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، أصدر الرئيس الانتقالي فؤاد المبزع، في 14 مارس/آذار 2011، مرسوما صادرت الدولة بموجبه أملاك 114 شخصا هم الرئيس التونسي الراحل، وزوجته ليلى الطرابلسي وعائلتيهما، إضافة إلى عدد من كبار معاوني النظام.
المبروك في سطور
ومروان المبروك هو صهر الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وسليل عائلة نافذة في مجال التجارة والتوزيع.
وبعد 2011، صودرت أملاك بن علي وأفراد عائلته وأصهاره، بينهم مروان المبروك الذي ورد اسمه بالملحق الخاصّ بالأشخاص المعنيين بإجراء المصادرة، على اعتبار أنهم اكتسبوا أموالا بطريقة غير مشروعة بحكم قربهم من الرئيس الأسبق.
وبالتلاعب في الملفات، عادت الأملاك المصادرة لمروان بن مبروك بطريقة غير قانونية، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عقارات وممتلكات الرئيس بن علي وأقاربه تقدر بأكثر من 500 عقار مصادرة و600 شركة، فيما بلغ عدد السيارات المصادرة 96.
ومروان مبروك من مواليد 1972، وهو رجل أعمال تونسي وأحد مالكي مجموعة المبروك وهو الزوج السابق لسيرين بن علي ابنة الرئيس الأسبق.
تركة الإخوان
وأمس الأربعاء، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن "ملف الأملاك المصادرة شابه الكثير من التلاعب والتأخير المتعمّد فبقيت العديد من الأملاك مهملة أو تم التفريط فيها بأبخس الأثمان، لتستفيد منها مجدّدا اللوبيات التي غيّرت أقنعتها واستولت على أملاك الشعب بطرق ملتوية".
ولفت الرئيس التونسي إلى أن "هذا الملف طال أكثر من اللزوم ويجب أن يُغلق، كما يجب أن تتم محاسبة كل من فرّط في الأملاك المصادرة بأبخس الأثمان"، في إشارة إلى قصر صهر الرئيس الراحل زين العابدين بن علي صخر الماطري، الواقع بمدينة الحمامات.
وأشار سعيد إلى أن" الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي سواء بالنسبة إلى هذا العقار أو غيره من العقارات الأخرى، وستتم ملاحقة هؤلاء مع من شاركهم في هذه الجريمة ومن لا يزالون يعتقدون أنه بإمكانهم التفريط في أموال الشعب".
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز