هُيام.. ليلة صوفية تُطرب جمهور "رمضان المدينة" في تونس

أحيا المنشد الصوفي التونسي أحمد جلمام، الثلاثاء، حفلاً بعنوان "هيام"، ضمن فعاليات النسخة الثانية من مهرجان "رمضان في المدينة" في فضاء مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس.

"هيام" عرض صوفي فنّي قدّمه المنشد جلمام، بقيادة قطيبة الرحالي، الذي قدّم وصلة موسيقية على آلة الكولة.

• مسلسل "فلوجة" يثير ضجة واسعة في تونس.. دعوات لإيقافه

من خلال عرض "هيام"، غاص جلمام بالجمهور في عالم الموسيقى الصوفية ليسلِّط الضوء على أهمية هذا التراث في تونس وارتباط التونسيين به منذ مئات السنين.

وأعاد العرض الجمهور الى أصول الطّرق الصوفية كالشّاذلية (الطريقة الأم للعيساوية والعوامرية) وجميع أقطاب التصوف بتونس كالسيدة "المنوبية" وسيدي "أبو علي النفطي السنّي" و"أم الزين الجمالية" وغيرهم من أعلام التصوّف التونسي.

وتفاعل الجمهور مع أداء المنشد وأغانيه الصوفية التي زينت أجواء ليالي رمضان ذات الطابع الروحاني.

وراوح العرض بين الأداء الفردي للمدائح والأذكار وبين الأداء الجماعي في التغني بالخالق ومدح رسوله والأولياء الصالحين.

وقدّم جلمام باقة من الأغنيات على غرار "اللهم صل أفضل صلاة", "آلا يا لطيف لك اللطف", "طلع البدر علينا", "جارت الأشواق"، والعديد من الأغنيات التي أمتعت الجمهور من عشاق الموسيقى الصوفية.

إيقاع الحفل احتفاليٌّ في ظاهره، لكنه يحمل وجعاً وهموماً تسكن الإنسان، فتجعله يهرب من واقع قاسٍ ومرير للاختلاء بالنفس رغبة في التخلّص من الجسد وقتله وتحرير الروح منه.

لبّى أحمد جلمام شروط العرض الصوفي من إيقاعات موسيقية ولوحات تعبيرية راقصة وملابس وغيرها من متممات العرض الصوفي.

وقال أحمد جلمام معرفاً بالعرض: "(هُيام)، مزج بين كلمات تأتي بصيغة الابتهالات والتجليات الشعريّة الجديدة التي تهّز الوجدان، وتسمو بالذات إلى مراتب العلا، عبر موسيقى روحانية من النفس إلى النفس".

وعبّر عن سعادته في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بالحضور اللافت من عشاق الموسيقى الصوفية والروحانية.

وأكد أن هذا العرض جمع بين ما هو تراثي بلمسات موسيقيّة متناسقة ذات طابع روحاني، وبعض الأغنيات الجديدة.

مهرجان "رمضان في المدينة"، ينظّمه مسرح أوبرا تونس تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية التونسية. وتتواصل التظاهرة إلى العشرين من أبريل/نيسان المقبل، بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس.

وتنظم هذه التظاهرة 27 ليلة من السحر والفن والجمال والأصالة في سمر رمضاني متنوّع، يجمع بين الموسيقى، الغناء، العروض الفلكلورية والمسرحية، وأيضاً السينمائية، بل وحتى النوستاليجيا التلفزيونية في أكثر من فضاء بمدينة الثقافة الحاضنة للفعاليات.