«أحكام التآمر» تحرك الشائعات.. تونس تقاوم طنين ذباب الإخوان

ازدادت الشائعات في تونس، خاصة بعد صدور الأحكام ضد المتهمين من تنظيم الإخوان في قضية التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي.
هذه الشائعات اعتبرها مراقبون تهدف إلى تحفيز الشارع التونسي على النزول إلى الشوارع والاحتجاج ضد الحكومة الحالية، وهي نفسها الشائعات التي أشار إليها الرئيس التونسي قيس سعيّد، حيث أكد أن هدفها تأجيج الأوضاع في البلاد.
وقال قيس سعيّد خلال لقائه برئيسة الحكومة سارة الزعفراني، أول أمس الإثنين، إن "معركة التحرير الوطني اليوم هي معركة بين النظام الذي اختاره الشعب والمنظومة التي لا همّ لها سوى استرداد أنفاسها وتأجيج الأوضاع بكلّ السّبل".
وأشار إلى أنّ الشّعب التونسي أظهر وعيًا أسقط به القناع عن هؤلاء الذين كانوا يتظاهرون بالعداء لمدة عقد من الزّمن، ولكنّهم في الحقيقة كشفوا أنفسهم بأنفسهم، فلفظهم التاريخ ولفظهم الشّعب.
ومؤخرًا، روّجت صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي لشائعات، أبرزها افتعال تحركات احتجاجية، وصراع بين أجنحة السلطة، وتعذيب المهاجرين غير النظاميين، ومرض الرئيس، وإفلاس الدولة. وتنشر هذه الشائعات على صفحات، بينها «المارد التونسي» و«قهوجي البرلمان» و«كلنا متآمرون»، التي تقف وراءها حركة النهضة.
وقال المحلل السياسي التونسي المنجي الصرارفي إن "تنظيم الإخوان الذي خسر مؤيديه يسعى من خلال نشره للشائعات لبث الفوضى في البلاد أملًا في العودة للساحة السياسية والعودة للحكم".
وأضاف الصرارفي لـ"العين الإخبارية" أن "حركة النهضة الإخوانية تقتنص أي فرصة من أجل محاولة بث الفوضى بهدف ضرب استقرار الدولة وأمنها"، داعيًا السلطات التونسية إلى زيادة اليقظة.
وأوضح أن شبكة كبيرة تُدار وتعمل من خارج تونس، جندتها حركة النهضة، ويقودها نجل راشد الغنوشي "معاذ"، لنشر الشائعات من أجل بث الفوضى في البلاد ونشر الفتنة.
وأشار إلى أن صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مدفوعة الأجر ومدعومة ماليًا، تدعو إلى التمرد ورفض النظام القائم، مطالبًا السلطات بضرورة التصدّي إليها.
تزامنًا مع أحكام التآمر
من جهة أخرى، أكد عبد الرزاق الرايس، المحلل السياسي التونسي، تصاعد المعلومات المغلوطة بشكل لافت خلال هذه الفترة، خاصة إثر صدور أحكام التآمر على أمن الدولة يوم 19 أبريل/نيسان الجاري.
وأكد أن جماعة الإخوان تعمل في الغرف المظلمة من الخارج لضرب استقرار البلاد، ولتشويه صورة تونس، وضرب المسار الإصلاحي الذي انتهجه قيس سعيّد منذ 25 يوليو/تموز 2021.
واعتبر أن نشر هذه الأخبار المغلوطة يهدف إلى إثارة الفوضى السياسية، وإضعاف الثقة في النظام القائم، وهو ما يعكس محاولة من النهضة للظهور كحزب مظلوم ومنقلب عليه، وركوب على الأحداث أملًا في العودة.
وأضاف أن هذه الحملة الإعلامية تستهدف بشكل خاص الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، حيث يتم التركيز على الشائعات المتعلقة بالفساد الحكومي، وعجز السلطة عن حل المشاكل الحياتية للتونسيين، موضحًا أن الرئيس قيس سعيّد يواصل محاربته لمخططات الإخوان التي تهدف إلى ضرب استقرار البلاد.
وصَدَرت في 19 أبريل/نيسان الجاري أحكام مشددة بالسجن تراوحت بين 13 و66 عامًا بحق العشرات من قادة الإخوان في «قضية التآمر على أمن الدولة».
ومن بين المحكوم عليهم شخصيات بارزة من حركة «النهضة» الإخوانية، مثل نور الدين البحيري، وهو قيادي إخواني من الصف الأول ووزير العدل الأسبق، حيث حُكم عليه بالسجن 43 عامًا، وأيضًا عبد الحميد الجلاصي، وهو أيضًا قيادي بارز سابق في الحركة، وحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا، وابنة راشد الغنوشي "تسنيم" التي حُكم عليها بالسجن 33 عامًا.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTMuNTQg جزيرة ام اند امز