بسبب الانجراف.. أكثر من نصف الشريط الساحلي التونسي يتآكل (خاص)
تخسر تونس سنوياً عشرات الكيلومترات من شواطئها مع تقدّم مستوى البحر في اتجاه اليابسة وذلك بسبب الانجراف البحري.
وقالت وزيرة البيئة التونسية ليلى الشيخاوي، مؤخرا، إن الانجراف البحري يمثل خطرا على البلاد التونسية، مشددة على أهمية تضافر مجهودات كل الأطراف من الناحية المالية واللوجستية لمجابهة هذه الظاهرة.
ويقلص تآكُل الشواطئ من مساحاتها ليقترب البحر أكثر من النزل والمطاعم والمنازل القريبة منه.
ووضعت تونس خطة لحماية سواحلها التي تمتد على 1100 كيلومتر من آثار تغير المناخ حتى لا تختفي الشواطئ بفعل عوامل التآكل.
ويعيش ما لا يقل عن 85% من سكان تونس البالغ عددهم نحو من 12 مليون نسمة على الساحل، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ حوالي 40%، وفقا للبنك الدولي.
وقال مدير وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي (حكومية) مهدي بالحاج، إن تونس تعد أكثر بلد يعاني من انجراف السواحل في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد لـ«العين الإخبارية» أن 350 كيلومترا من الشواطئ الرملية التونسية تعرضت للانجراف ما يعادل أكثر من نصف الشريط الساحلي التونسي.
وأفاد بأن السلطات التونسية تعمل بشكل دائم للحد من ظاهرة الانجراف البحري.
وتفيد دراسة أعدّتها وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي بأنّ البحر قد يغرق نحو 16 ألف هكتار من المساحات القريبة من خليج الحمّامات وغار الملح وبنزرت وجزيرة جربة وقرقنة وسوسة، كذلك فإنّ نحو 700 ألف هكتار من الأراضي السكنية المتاخمة للسواحل التونسية مهدّدة بالخطر.
من جهة أخرى، قال الباحث في علوم المناخ زهير الحلاوي إن تقدّم البحر يعد ظاهرة طبيعية ومن أسبابها عوامل مناخية وأخرى بشرية.
وأكد لـ«العين الإخبارية» أن ارتفاع درجات الحرارة تتسبب في ذوبان الثلوج على قمم الجبال فتتجه السيول إلى البحر عندها يرتفع مستوى سطح البحر وبالتالي يتقدم نحو اليابسة وسيكون عاملا في اختفاء مدن كاملة ستغمرها المياه.
وأشار إلى أن النظام العادي للمناخ المتوسطي أصبح يتميّز بنزعة نحو الاحترار سببه ما يعرف بالتغيرات المناخية.
ودعا الحلاوي إلى "ضرورة حماية الشواطئ من الانجراف على الرغم من صعوبتها".