الانتخابات التونسية.. غياب للشباب وحضور لافت للكبار
عدد من الشباب التونسي يقولون إنهم سئموا الوعود الكاذبة ويتطلعون إلى قيادة سياسية تؤمن بإشراكهم في البرامج.
الساعة تشير إلى تمام الحادية عشر صباحا بتوقيت غرينتش، والإقبال لا يزال ضعيفا بمركز الاقتراع بمدرسة نهج مرسيليا بالعاصمة التونسية.
مجموعات صغيرة بدأت تتوافد على المركز منذ الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، موعد فتح مراكز الاقتراع بكامل أرجاء البلاد، معظمهم من الكهول والمسنين، فيما غاب الشباب بشكل شبه كامل.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قال أحد الشباب ويدعى مجدي (20 عاما) إنه جاء ليمنح صوته لمن يقدم لتونس برامج فاعلة، وينقذ شبابها من البطالة المستفحلة في صفوفه.
وأضاف أن الشباب التونسي سئم الوعود الكاذبة، ويتطلع إلى قيادة سياسية جديدة، تؤمن بأن التنمية لن تتحقق إلا عبر مشاركة الشباب في البرامج، ومنحه المكانة الطبيعية التي يستحقها في المعادلة الاقتصادية بشكل عام.
أما تقوى، فأعربت عن مخاوفها من صعود رموز الفساد على حد تعبيرها، معتبرة أن الأوضاع السيئة التي يعاني منها الشباب لم تتغير منذ احتجاجات 2011، وأن جميع الوعود الانتخابية تبقى حبرا على ورق.
ودعت تقوى (29 عاما) جميع الشباب إلى منح أصواتهم لمرشح ديمقراطي تقدمي، وغير متحزب أي مستقل تكون برامجه قائمة على القضاء على البطالة، وإعطاء الشباب فرصة المساهمة في بناء تونس الحديثة، محذرة من انتخاب الوجوه السياسية "منتهية الصلاحية".
ذوو الاحتياجات الخاصة: حب تونس أقوى
عاجز عن المشي، لكنه قرر القيام بواجبه الوطني والانتخابي، فدخل مركز الاقتراع زاحفا، قبل أن يصل إلى الصندوق، ويودعه سره الصغير، وآماله الكبيرة بغد أفضل.
مسنة تبذل جهدا خرافيا للسير نحو مركز الاقتراع، ومع ذلك كانت في الموعد.. تشبثت بآخر بذرات الأمل التي لم تفارقها طوال سنواتها الثمانين.. استيقظت مبكرا كعادتها، وتوجهت إلى لجنتها الانتخابية بالمدرسة الابتدائية بمدينتها لتمنح صوتها لمن ترى أنه قد يقدم لأبنائها وأحفادها بديلا مقنعا.
وهنا، يصر مسن آخر على العبور فوق جميع الحواجز التي ترسمها إعاقته الجسدية، ليقدم ورقته الانتخابية، ويصر على المشاركة في اقتراع يدرك أهميته في تحديد إحداثيات بلاده السياسية.
ودعي 6 ملايين و888 ألفا و513 ناخبا تونسيا داخل البلاد، الأحد، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية يتنافس فيها 26 مرشحا من تيارات مختلفة.
وفتحت مراكز الاقتراع في تونس أبوابها، الأحد، أمام الناخبين لاختيار الرئيس السابع للجمهورية التونسية من بين 26 مرشحا، خلفا للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، وسط حالة ترقب وضبابية تسود المشهد السياسي بالبلاد.
وفي وقت سابق الأحد/ أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، أن نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع في النصف الأول لهذا اليوم تجاوزت 16% في كامل الدوائر الانتخابية في البلاد.
وقالت الهيئة خلال مؤتمر صحفي إن النسبة بلغت 16,3% قرابة الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي (12,00 ت غ)، مقابل 12% في الساعة 11,00 (10,00 ت غ) خلال الدورة الأولى من انتخابات عام 2014 قبل أن تصل إلى أكثر من 60% في نهاية اليوم.